قوات الاحتلال تدمر ضريحا للشهيد ضياء التلاحمة بالقرب من منزله في مدينة دورا جنوب الخليل
قوات الاحتلال تدمر ضريحا للشهيد ضياء التلاحمة: جريمة تتجاوز الموت
الاعتداء على الأموات، وتدنيس المقابر، وتدمير الأضرحة، ليس مجرد انتهاك لحرمة الموتى، بل هو شكل من أشكال العنف الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، بهدف محو ذاكرتهم، وتاريخهم، ورموزهم الوطنية. الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان قوات الاحتلال تدمر ضريحا للشهيد ضياء التلاحمة بالقرب من منزله في مدينة دورا جنوب الخليل (https://www.youtube.com/watch?v=F0yTnQN0K4E) يوثق جريمة بشعة أخرى تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات.
الشهيد ضياء التلاحمة، كما يعرفه الفلسطينيون، هو شاب استشهد في مواجهة مع قوات الاحتلال في العام 2015. تحول ضريحه، الذي أقيم بالقرب من منزله في مدينة دورا، إلى رمز للتضحية والفداء، ومزارا يقصده الأهالي لتخليد ذكراه، واستلهام العزيمة من بطولته. لكن الاحتلال، الذي يرى في كل رمز فلسطيني تهديدا لوجوده، لم يتردد في تدمير هذا الضريح، في محاولة يائسة لإخماد جذوة المقاومة في نفوس الفلسطينيين.
إن تدمير ضريح الشهيد ضياء التلاحمة ليس مجرد عمل تخريبي عشوائي، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى استهداف الرموز الفلسطينية، وتشويه التاريخ، ومحاولة فرض رواية الاحتلال بالقوة. فمنذ احتلال الأراضي الفلسطينية، لم تتوقف قوات الاحتلال عن هدم المنازل، وتجريف الأراضي، وتدمير المواقع الأثرية، وتغيير معالم المدن والقرى، بهدف طمس الهوية الفلسطينية، ومحو الذاكرة الجمعية.
إن تدمير الأضرحة والمقابر يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، التي تحمي حرمة الموتى، وتجرم الاعتداء على أماكن دفنهم. فالموتى، حتى وإن كانوا أعداء، لهم حقوق يجب احترامها، وضمان عدم التعرض لهم بأي شكل من الأشكال. لكن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتجاوز كل القوانين والأعراف، لا يتردد في ارتكاب هذه الجرائم البشعة، ضاربا بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
الفيديو المنشور على يوتيوب يظهر بوضوح حجم الدمار الذي ألحقته قوات الاحتلال بضريح الشهيد التلاحمة. فالضريح تحول إلى كومة من الركام، بعد أن قامت الجرافات العسكرية بتسويته بالأرض. المشاهد مؤلمة ومؤثرة، وتعبر عن مدى الحقد والكراهية التي يكنها الاحتلال للفلسطينيين، حتى بعد موتهم.
تدمير ضريح الشهيد التلاحمة أثار موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الفلسطينية، وعلى المستوى الدولي. فالكثيرون اعتبروا هذا العمل جريمة حرب، وانتهاكا سافرا لحقوق الإنسان، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عنه، وتقديمهم إلى العدالة. كما طالبوا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية رموزه الوطنية.
إن تدمير ضريح الشهيد ضياء التلاحمة يمثل رسالة واضحة من الاحتلال إلى الفلسطينيين، مفادها أن لا أحد في مأمن من بطشه، حتى بعد الموت. لكن هذه الرسالة لن تنجح في إخماد جذوة المقاومة في نفوس الفلسطينيين، بل ستزيدهم إصرارا على التمسك بحقوقهم، والدفاع عن أرضهم، ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال والحرية.
إن الشهداء، هم رموز العزة والكرامة، ونبراس يضيء طريق الحرية للأجيال القادمة. وتدمير أضرحتهم لن يمحو ذكراهم، بل سيزيدها تألقا وبريقا. فالشهداء خالدون في ذاكرة الأمة، وأعمالهم البطولية ستظل تلهم الأجيال، وتحفزهم على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر.
إن جريمة تدمير ضريح الشهيد ضياء التلاحمة يجب ألا تمر دون محاسبة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية رموزه الوطنية. كما يجب على الفلسطينيين أن يتحدوا، وأن يقفوا صفا واحدا في وجه الاحتلال، وأن يواصلوا النضال حتى تحقيق الاستقلال والحرية.
إن تدمير الأضرحة والمقابر هو شكل من أشكال الإرهاب الفكري والثقافي، الذي يهدف إلى تدمير الهوية الفلسطينية، ومحو الذاكرة الجمعية. لكن هذا الإرهاب لن ينجح في تحقيق أهدافه، فالشعب الفلسطيني، بتراثه العريق، وثقافته الغنية، وتاريخه المجيد، قادر على الصمود في وجه الاحتلال، والحفاظ على هويته الوطنية، ونقلها إلى الأجيال القادمة.
إن قضية فلسطين هي قضية حق وعدل، وقضية إنسانية بامتياز. ويجب على كل أحرار العالم أن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن يدعموا نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال. ففلسطين ليست مجرد قطعة أرض، بل هي رمز للحرية والكرامة، وقضية يجب أن تظل حية في ضمير كل إنسان حر.
ختاما، إن تدمير ضريح الشهيد ضياء التلاحمة هو جريمة بشعة، تعبر عن مدى الحقد والكراهية التي يكنها الاحتلال للفلسطينيين. لكن هذه الجريمة لن تزيد الفلسطينيين إلا إصرارا على التمسك بحقوقهم، والدفاع عن أرضهم، ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال والحرية. فالشهداء خالدون في ذاكرة الأمة، وأعمالهم البطولية ستظل تلهم الأجيال، وتحفزهم على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة