بعد مقتل 3 من جنودها في الأردن.. هل ترد أمريكا بضرب إيران؟

أثار الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن، وتبنته فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، تساؤلات حادة حول ردة الفعل الأمريكية المحتملة. فهل ستكتفي واشنطن بإجراءات محدودة، أم أنها ستتصاعد لضرب أهداف داخل إيران نفسها؟ هذا السؤال المحوري يشغل بال المحللين والساسة على حد سواء، ويحمل في طياته احتمالات خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.

الضغوط الداخلية على الرئيس بايدن تتزايد بشكل ملحوظ. فالجمهوريون، وحتى بعض الديمقراطيين، يطالبون برد قوي ورادع يثبت لأعداء أمريكا أن الاعتداء على قواتها لن يمر دون عقاب. الأصوات تتعالى في الكونجرس مطالبة باتخاذ موقف حازم تجاه إيران، وتحميلها مسؤولية دعم هذه الفصائل المتطرفة التي تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.

لكن، في المقابل، يواجه بايدن معضلة حقيقية. فشن حرب مباشرة على إيران قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمتها، وربما جر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد لا ترغب فيه، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية الأخرى التي تواجهها إدارته. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران قد يعرقل جهود إحياء الاتفاق النووي، الذي يعتبره البعض الحل الأمثل لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.

الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة تتراوح بين الردود المحدودة، مثل استهداف مواقع الفصائل المسلحة في العراق وسوريا، وصولاً إلى ضرب أهداف استراتيجية داخل إيران، مثل مواقع الحرس الثوري الإيراني أو منشآت نووية. كل خيار يحمل في طياته مخاطر وتداعيات محتملة، ويتطلب دراسة متأنية من قبل الإدارة الأمريكية.

يبقى السؤال المطروح: هل ستختار الولايات المتحدة طريق التصعيد، أم أنها ستفضل اتباع نهج أكثر حذراً، يركز على احتواء النفوذ الإيراني ودعم حلفائها في المنطقة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأحداث في الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة، وستلقي بظلالها على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.