بسبب انقطاع الغاز وشح الأخشاب بغزة.. استخدام البلاستيك لتوفير الوقود يترك آثارا كبيرة على الصحة

تواجه غزة أزمة وقود حادة، تفاقمت بسبب الحصار المستمر ونقص إمدادات الغاز والأخشاب. هذه الأزمة دفعت العديد من السكان المحاصرين إلى اللجوء إلى حلول بديلة يائسة، أحدها استخدام البلاستيك كمصدر للوقود.

في ظل هذه الظروف القاسية، يقوم بعض السكان بجمع البلاستيك وحرقه بهدف الطهي أو التدفئة. هذه الممارسة، على الرغم من كونها حلاً مؤقتًا، تحمل في طياتها مخاطر صحية وبيئية جسيمة.

حرق البلاستيك يطلق مجموعة واسعة من المواد الكيميائية السامة والملوثات، بما في ذلك الديوكسينات والفيورانات، وهي مركبات شديدة السمية ولها آثار صحية بعيدة المدى. يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى السرطان على المدى الطويل. الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.

بالإضافة إلى المخاطر الصحية المباشرة، يساهم حرق البلاستيك في تلوث الهواء والتربة والمياه. تتسرب المواد الكيميائية السامة إلى التربة وتلوث المياه الجوفية، مما يؤثر على جودة المياه الصالحة للشرب والأراضي الزراعية. كما يساهم الدخان الناتج عن الحرق في تدهور جودة الهواء وزيادة انتشار الأمراض التنفسية.

الحاجة الملحة هي إيجاد حلول مستدامة لأزمة الوقود في غزة. يجب على المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي تكثيف جهودهم لتوفير بدائل آمنة ومتاحة للوقود، مثل الغاز الطبيعي المسال أو الطاقة الشمسية. كما يجب العمل على زيادة الوعي بمخاطر حرق البلاستيك وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة.

في الختام، استخدام البلاستيك كوقود هو حل يائس له عواقب وخيمة على الصحة والبيئة. يجب علينا جميعًا العمل معًا لإنهاء هذه المأساة وتوفير حياة كريمة وآمنة لسكان غزة.