Now

فاينانشيل تايمز هل يكون الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح بداية تحول العلاقة مع أمريكا

تحليل: هل يكون الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح بداية تحول العلاقة مع أمريكا؟

تتركز الأنظار حاليًا على مدينة رفح الفلسطينية، الواقعة على الحدود مع مصر، مع تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري واسع النطاق عليها. هذا الهجوم المحتمل، الذي أثار قلقًا دوليًا واسعًا، يمثل اختبارًا حقيقيًا للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، التي طالما اعتبرت حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. الفيديو الذي نشره موقع فاينانشيل تايمز على يوتيوب، والذي يحمل عنوان هل يكون الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح بداية تحول العلاقة مع أمريكا؟، يسلط الضوء على هذا التوتر المتزايد ويستكشف السيناريوهات المحتملة التي قد تنجم عن هذا التصعيد. (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=NR6KfO1vfuw)

تحظى العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بتاريخ طويل ومعقد، يعود إلى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948. لطالما قدمت الولايات المتحدة دعمًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا قويًا لإسرائيل، معتبرة إياها حليفًا استراتيجيًا هامًا في منطقة مضطربة. ومع ذلك، فإن هذا الدعم لم يكن مطلقًا أو غير مشروط. على مر السنين، شهدت العلاقات بين البلدين فترات من التوتر والخلاف، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وقضية الاستيطان في الأراضي المحتلة، وعملية السلام المتعثرة.

الهجوم المحتمل على رفح يثير مخاوف جدية لدى المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لعدة أسباب. أولاً وقبل كل شيء، يقطن رفح حاليًا أكثر من مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين الذين فروا من مناطق أخرى في قطاع غزة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. شن هجوم عسكري واسع النطاق على المدينة المكتظة بالسكان المدنيين من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل كارثي. ثانياً، هناك مخاوف من أن يؤدي الهجوم على رفح إلى تقويض الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ثالثًا، قد يؤدي الهجوم إلى تفاقم التوتر الإقليمي وزيادة خطر اندلاع صراعات أوسع نطاقًا في المنطقة.

الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس جو بايدن، أعربت عن قلقها العميق بشأن الهجوم المحتمل على رفح، وحذرت إسرائيل من مغبة شن عملية عسكرية واسعة النطاق دون اتخاذ تدابير كافية لحماية المدنيين. الرئيس بايدن نفسه أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد له على ضرورة حماية أرواح المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لهم. كما أرسلت الإدارة الأمريكية مبعوثين إلى إسرائيل لبحث هذا الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية مصممة على المضي قدمًا في خططها لشن الهجوم على رفح، بحجة أن ذلك ضروري للقضاء على حركة حماس واستعادة الأمن لإسرائيل.

الفيديو الذي نشره فاينانشيل تايمز يسلط الضوء على عدة سيناريوهات محتملة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية في حال إصرار إسرائيل على شن الهجوم على رفح. أحد هذه السيناريوهات هو أن تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل، أو تقليص المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها لها. هذا السيناريو قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي وقدرات إسرائيل العسكرية. سيناريو آخر هو أن تقوم الولايات المتحدة بممارسة ضغوط دبلوماسية مكثفة على إسرائيل، بما في ذلك التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع أي قرار يدعم الهجوم على رفح. سيناريو ثالث هو أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير سياستها تجاه القضية الفلسطينية، وتبني مواقف أكثر انتقادًا للسياسات الإسرائيلية، ودعم حل الدولتين بشكل أكثر فاعلية.

بالإضافة إلى هذه السيناريوهات، هناك أيضًا احتمال أن لا تقوم الولايات المتحدة باتخاذ أي إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، وتكتفي بالتعبير عن قلقها وانتقادها للهجوم على رفح. هذا السيناريو قد يعزز من الشعور لدى الإسرائيليين بأنهم يستطيعون التصرف بحرية دون محاسبة، وقد يشجعهم على اتخاذ المزيد من الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض عملية السلام. كما قد يؤدي هذا السيناريو إلى تدهور صورة الولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، وتقويض مصداقيتها كقوة تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

في الواقع، يواجه الرئيس بايدن معضلة حقيقية. فمن ناحية، هو ملتزم بدعم إسرائيل كحليف استراتيجي هام. ومن ناحية أخرى، فهو يدرك تمامًا خطورة الوضع الإنساني في رفح، والتبعات السلبية المحتملة للهجوم على المدينة. كما أنه يواجه ضغوطًا متزايدة من داخل حزبه الديمقراطي ومن منظمات المجتمع المدني لحمل إسرائيل على وقف الهجوم على رفح. قرار الرئيس بايدن بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية سيكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.

من الواضح أن الهجوم المحتمل على رفح يمثل لحظة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فإذا أصرت إسرائيل على شن الهجوم دون اتخاذ تدابير كافية لحماية المدنيين، فإن ذلك قد يؤدي إلى تحول كبير في العلاقة بين البلدين، وربما إلى تدهورها بشكل خطير. أما إذا استجابت إسرائيل للضغوط الأمريكية والدولية، وقامت بتأجيل الهجوم أو تعديل خططها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، فإن ذلك قد يساعد في الحفاظ على العلاقة بين البلدين، وربما حتى في إحياء عملية السلام. في نهاية المطاف، فإن مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية سيتوقف على القرارات التي ستتخذها القيادة الإسرائيلية في الأيام والأسابيع القادمة.

الأمر المؤكد هو أن الوضع في رفح يظل متوترًا للغاية، وأن المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات. من الضروري أن تتضافر الجهود الدولية لمنع وقوع كارثة إنسانية في رفح، ولإيجاد حل سياسي عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا