نضال السبع أميركا تحاول أن تحمي إسرائيل من أي قرار دولي من الممكن أن يصدر عن الأمم المتحدة

نضال السبع: أمريكا تحاول أن تحمي إسرائيل من أي قرار دولي من الممكن أن يصدر عن الأمم المتحدة

تعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة معقدة ومتشعبة، تتجاوز مجرد التحالف السياسي والعسكري، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على مصالح مشتركة وروابط تاريخية وثقافية عميقة. هذه العلاقة، التي تعززت على مر العقود، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

الفيديو المعنون نضال السبع: أمريكا تحاول أن تحمي إسرائيل من أي قرار دولي من الممكن أن يصدر عن الأمم المتحدة ( https://www.youtube.com/watch?v=82jRRrvT1JE ) يلقي الضوء على هذا الجانب الحساس من العلاقة، ويستعرض الآليات التي تستخدمها الولايات المتحدة لحماية إسرائيل من القرارات الدولية التي تعتبرها ضارة بمصالحها. هذا المقال سيتناول هذا الموضوع بتفصيل أكبر، مع التركيز على الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا الدعم الأمريكي، والآثار المترتبة عليه على القضية الفلسطينية وعلى دور الأمم المتحدة.

الدعم الأمريكي لإسرائيل: أسباب ودوافع

يمكن إرجاع الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى عدة عوامل متداخلة، تشمل:

• الاعتبارات الاستراتيجية: تعتبر إسرائيل حليفاً استراتيجياً مهماً للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمثل قاعدة متقدمة للمصالح الأمريكية في المنطقة. هذا الدور الاستراتيجي تعزز خلال الحرب الباردة، واستمر حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وضمان أمن إمدادات الطاقة.
• الدعم السياسي الداخلي: تحظى إسرائيل بدعم قوي من جماعات الضغط المؤثرة في الولايات المتحدة، وخاصة اللوبي المؤيد لإسرائيل (AIPAC)، الذي يمارس ضغوطاً كبيرة على الكونجرس والإدارة الأمريكية لدعم السياسات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، هناك شريحة واسعة من الرأي العام الأمريكي، خاصة بين المسيحيين الإنجيليين، تدعم إسرائيل لأسباب دينية وتاريخية.
• القيم المشتركة: يرى الكثير من الأمريكيين أن إسرائيل تشاركهم نفس القيم الديمقراطية والليبرالية، وأنها دولة ديمقراطية وحيدة في محيط عربي غير مستقر. هذا التصور يعزز التعاطف مع إسرائيل ويساهم في تبرير الدعم الأمريكي لها.
• التعويض عن المظالم التاريخية: يرى البعض أن الدعم الأمريكي لإسرائيل هو نوع من التعويض عن المظالم التاريخية التي تعرض لها الشعب اليهودي، وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية.

آليات الحماية الأمريكية لإسرائيل في الأمم المتحدة

تستخدم الولايات المتحدة عدة آليات لحماية إسرائيل من القرارات الدولية التي تعتبرها ضارة، من بينها:

• حق النقض (الفيتو): تمتلك الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما يسمح لها بإجهاض أي قرار يعتبر معادياً لإسرائيل. استخدمت الولايات المتحدة الفيتو عشرات المرات لحماية إسرائيل من قرارات تدين احتلالها للأراضي الفلسطينية، أو تدعو إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
• الضغط الدبلوماسي: تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً دبلوماسية مكثفة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لحملها على التصويت ضد القرارات التي تنتقد إسرائيل، أو لعرقلة تمرير هذه القرارات. قد تشمل هذه الضغوط تقديم أو حجب المساعدات الاقتصادية والعسكرية، أو التهديد بفرض عقوبات.
• التحالفات الاستراتيجية: تعمل الولايات المتحدة على بناء تحالفات استراتيجية مع دول أخرى في الأمم المتحدة، بهدف ضمان دعم هذه الدول لمواقفها المؤيدة لإسرائيل. هذه التحالفات تشمل دولاً أوروبية وأفريقية وآسيوية، وتستند إلى مصالح مشتركة وقيم متوافقة.
• التأثير على أجندة الأمم المتحدة: تسعى الولايات المتحدة إلى التأثير على أجندة الأمم المتحدة، من خلال التركيز على قضايا أخرى غير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو من خلال تقديم مقترحات بديلة تهدف إلى تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل.
• التقليل من شأن القرارات: في بعض الحالات، قد لا تتمكن الولايات المتحدة من منع تمرير قرار ينتقد إسرائيل، ولكنها تحاول التقليل من شأنه، من خلال التأكيد على أنه غير ملزم قانوناً، أو من خلال التشكيك في مصداقية الأدلة التي يستند إليها.

الآثار المترتبة على الدعم الأمريكي لإسرائيل

يترتب على الدعم الأمريكي لإسرائيل آثار كبيرة على القضية الفلسطينية وعلى دور الأمم المتحدة، من بينها:

• إطالة أمد الصراع: يعتبر الكثيرون أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يشجعها على التمادي في احتلال الأراضي الفلسطينية، ورفض الامتثال لقرارات الأمم المتحدة، مما يطيل أمد الصراع ويمنع تحقيق السلام العادل والشامل.
• إضعاف دور الأمم المتحدة: يؤدي استخدام الولايات المتحدة للفيتو بشكل متكرر لحماية إسرائيل إلى إضعاف دور الأمم المتحدة ومصداقيتها، ويجعلها عاجزة عن تطبيق قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
• تفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: يؤدي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، ويؤدي الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى استمرار هذا الوضع دون تغيير.
• زيادة التوتر في المنطقة: يعتبر الدعم الأمريكي لإسرائيل من العوامل التي تزيد من التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويغذي التطرف والعنف.
• تقويض القانون الدولي: يؤدي عدم امتثال إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة، إلى تقويض القانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد.

خلاصة

إن الدعم الأمريكي لإسرائيل في الأمم المتحدة يمثل قضية معقدة ومتشعبة، لها أبعاد استراتيجية وسياسية ودينية وثقافية. هذا الدعم، الذي يتجسد في استخدام الفيتو والضغط الدبلوماسي وبناء التحالفات الاستراتيجية، يساهم في حماية إسرائيل من القرارات الدولية التي تعتبرها ضارة بمصالحها، ولكنه في الوقت نفسه يطيل أمد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويضعف دور الأمم المتحدة، ويفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزيد من التوتر في المنطقة.

من الضروري إجراء حوار مفتوح وصادق حول هذه القضية، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يقوم على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.