Now

هل سقطت معادلة حزب الله الشعب الجيش والمقاومة التاسعة

هل سقطت معادلة حزب الله الشعب الجيش والمقاومة التاسعة؟ تحليل معمق

يشكل فيديو اليوتيوب المعنون هل سقطت معادلة حزب الله الشعب الجيش والمقاومة التاسعة؟ (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=CoufYrmgkck) نقطة انطلاق مهمة لتحليل معقد وحساس للغاية، ألا وهو مدى تماسك واستمرارية المعادلة التي صاغها حزب الله في لبنان والتي لطالما مثلت حجر الزاوية في خطابه السياسي واستراتيجيته الأمنية. هذه المعادلة، التي تجمع بين الشعب والجيش والمقاومة (المتمثلة بحزب الله نفسه)، ليست مجرد شعار، بل هي رؤية متكاملة لدور كل من هذه الأطراف في حماية لبنان وصون سيادته. السؤال المطروح، والذي يطرحه الفيديو بوضوح، هو: هل ما زالت هذه المعادلة صالحة في ظل التغيرات الداخلية والخارجية التي يشهدها لبنان؟ وهل ما زالت تحظى بنفس القدر من التأييد والثقة من قبل مختلف شرائح المجتمع اللبناني؟

للإجابة على هذه التساؤلات، لا بد من تحليل كل مكون من مكونات هذه المعادلة على حدة، ثم دراسة التفاعلات المعقدة فيما بينها. لنبدأ بالشعب: لطالما ادعى حزب الله تمثيله لشريحة واسعة من الشعب اللبناني، خاصة الشيعة، بل وحتى تجاوز ذلك ليقدم نفسه كمدافع عن مصالح جميع اللبنانيين، بغض النظر عن طوائفهم وانتماءاتهم السياسية. لكن، هل هذا الادعاء ما زال دقيقًا؟ الأزمات الاقتصادية المتتالية التي عصفت بلبنان، انفجار مرفأ بيروت الكارثي، التدهور المستمر في الخدمات العامة، كل هذه العوامل أدت إلى تآكل الثقة في المؤسسات السياسية والأحزاب التقليدية، بما في ذلك حزب الله. صحيح أن الحزب يمتلك شبكة واسعة من المؤسسات الاجتماعية والخيرية التي تقدم خدمات أساسية للمحتاجين، إلا أن ذلك لم يمنع تزايد السخط الشعبي تجاه الطبقة السياسية الحاكمة بأكملها، بمن فيهم ممثلو حزب الله في البرلمان والحكومة. كما أن تدخل الحزب في الصراعات الإقليمية، خاصة في سوريا، أثار جدلاً واسعاً وقسم اللبنانيين بين مؤيد ومعارض، مما قوض الصورة النمطية للحزب كمدافع عن الوحدة الوطنية.

أما الجيش اللبناني، فهو المؤسسة الوطنية التي يفترض أن تحظى بإجماع وطني وتجسد الوحدة الوطنية. لكن، الواقع يشير إلى وجود تحديات كبيرة تواجه الجيش، سواء من حيث القدرات المادية والعسكرية، أو من حيث الاستقلالية والحيادية السياسية. لطالما عانى الجيش من نقص الموارد والتجهيزات، مما يجعله غير قادر على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، خاصة في ظل انتشار السلاح غير الشرعي وتصاعد نفوذ الميليشيات المسلحة. كما أن وجود حزب الله كقوة عسكرية موازية للجيش يثير تساؤلات حول دور الجيش ومسؤولياته، ويخلق حالة من التنافس الضمني بين المؤسستين. المعادلة التي يطرحها حزب الله تفترض التكامل بين الجيش والمقاومة، لكن هذا التكامل يواجه صعوبات عملية وسياسية، خاصة في ظل اختلاف وجهات النظر حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان، وحول التعامل مع التهديدات الخارجية.

المكون الثالث والأخير في المعادلة هو المقاومة، والتي يمثلها حزب الله بشكل أساسي. لطالما اعتبر حزب الله نفسه قوة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وقد لعب دورًا بارزًا في تحرير الجنوب اللبناني عام 2000. لكن، بعد مرور أكثر من عقدين على هذا التحرير، تغيرت الظروف الإقليمية والدولية، وتغيرت طبيعة التهديدات التي تواجه لبنان. لم يعد التهديد الإسرائيلي هو التهديد الوحيد، بل ظهرت تحديات جديدة مثل الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية. كما أن تدخل حزب الله في الصراعات الإقليمية، خاصة في سوريا، أثار تساؤلات حول ما إذا كان الحزب ما زال يركز على حماية لبنان، أم أنه أصبح جزءًا من صراعات إقليمية أوسع. الجدير بالذكر أن تعريف المقاومة نفسه أصبح موضع خلاف، حيث يرى البعض أن المقاومة يجب أن تكون تحت مظلة الدولة وتحت إمرة الجيش، بينما يرى آخرون أن حزب الله يحق له الاحتفاظ بسلاحه وقدراته العسكرية طالما أن الدولة عاجزة عن حماية نفسها.

بالعودة إلى السؤال الرئيسي الذي يطرحه الفيديو: هل سقطت معادلة حزب الله الشعب الجيش والمقاومة؟ الإجابة ليست قاطعة بنعم أو لا. صحيح أن هذه المعادلة تواجه تحديات كبيرة وتآكلًا في شعبيتها، إلا أنها لم تسقط بشكل كامل. لا يزال حزب الله يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، خاصة في المناطق الشيعية، ولا يزال يعتبر نفسه قوة مقاومة قادرة على حماية لبنان. لكن، من الواضح أن هذه المعادلة بحاجة إلى إعادة تقييم وإعادة صياغة لتتناسب مع الظروف الجديدة. لا يمكن لحزب الله أن يستمر في تجاهل السخط الشعبي المتزايد، ولا يمكنه أن يستمر في التدخل في الصراعات الإقليمية على حساب مصالح لبنان. كما لا يمكن للجيش أن يبقى عاجزًا عن ممارسة دوره في حماية لبنان وسيادته. الحاجة ماسة إلى حوار وطني شامل يشارك فيه جميع الأطراف اللبنانية، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة للدفاع عن لبنان وصون وحدته واستقراره.

قد يكون من الأدق القول بأن المعادلة لم تسقط بالكامل، ولكنها تعاني من تصدعات خطيرة. تصدع في الثقة بين الشعب وحزب الله، تصدع في العلاقة بين الجيش والمقاومة، وتصدع في الرؤية الموحدة لمستقبل لبنان. إعادة بناء هذه المعادلة يتطلب جهودًا مضنية وتنازلات متبادلة، ويتطلب قبل كل شيء الاعتراف بأن لبنان يمر بمرحلة حرجة تتطلب التضحية بالمصالح الفئوية والشخصية من أجل المصلحة الوطنية العليا.

ختامًا، الفيديو يمثل دعوة للتفكير النقدي في معادلة لطالما شكلت جزءًا أساسيًا من المشهد السياسي والأمني في لبنان. سواء اتفقت أو اختلفت مع حزب الله، لا يمكن إنكار دوره وتأثيره في لبنان. لكن، من الضروري أن يدرك الحزب أن استمراره وبقاءه يعتمدان على قدرته على التكيف مع الظروف الجديدة، وعلى قدرته على بناء الثقة مع جميع اللبنانيين، بغض النظر عن طوائفهم وانتماءاتهم السياسية. المستقبل وحده سيحدد ما إذا كانت معادلة الشعب الجيش والمقاومة ستنجح في البقاء والصمود، أم أنها ستسقط تحت وطأة التحديات المتزايدة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا