هروب الأسد من دمشق.. وحناجر ملايين السوريين تصدح: سوريا حرة

فيديو هروب الأسد من دمشق المنشور على يوتيوب، وإن كان يحمل عنواناً قد يوحي بمشهد سينمائي أو خيالي، إلا أنه يمثل صرخة مدوية من حناجر ملايين السوريين المطالبين بالحرية. هذا الفيديو، الذي انتشر بسرعة البرق في أروقة الإنترنت، يجسد روح الثورة السورية في أوجها، ويعكس حالة الغضب والاحتقان التي كانت تعتمل في نفوس الشعب السوري في وجه النظام الحاكم.

بعيداً عن حقيقة ما إذا كان العنوان يعكس واقعاً ملموساً أم أنه مجرد رمزية بليغة، يركز الفيديو على تصوير مظاهرات حاشدة تجتاح شوارع دمشق، تلك المظاهرات التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة. نشاهد في الفيديو جموعاً غفيرة من السوريين، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، يهتفون بشعار واحد: سوريا حرة. هذا الشعار لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل كان تعبيراً عن حلم طال انتظاره، حلم بدولة يسودها العدل والمساواة، دولة تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامته.

اللافت في الفيديو هو قوة الصوت الجماعي، ذلك الصوت الذي يرتفع ليشكل سيمفونية من المطالب المشروعة. نرى وجوهاً تعبر عن الإصرار والعزيمة، وعيوناً تلمع بالأمل والتفاؤل. على الرغم من الخوف الذي كان يسيطر على المشهد، إلا أن الشجاعة كانت تتغلب عليه، دافعة بالمحتجين إلى مواجهة القمع بكل ما أوتوا من قوة وإيمان.

إن فيديو هروب الأسد من دمشق هو وثيقة تاريخية تسجل لحظة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث. هو تذكير دائم بتضحيات الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وهو أيضاً دعوة إلى عدم نسيان هذه التضحيات والعمل على تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة السورية. يبقى هذا الفيديو شاهداً حياً على أن صوت الشعب أقوى من أي سلاح، وأن الحرية هي الهدف الأسمى الذي يستحق أن نضحي من أجله.