العميد إلياس حنا يحلل الكمين الثاني لكتائب القسام بحي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع

تحليل العميد إلياس حنا للكمين الثاني لكتائب القسام في رفح: قراءة في الاستراتيجية والتكتيك العسكري

في خضم الأحداث المتسارعة في قطاع غزة، يبرز فيديو للعميد المتقاعد إلياس حنا، المحلل العسكري المعروف، يقدم فيه تحليلاً مفصلاً للكمين الثاني الذي نفذته كتائب القسام في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع. الفيديو، المتاح على اليوتيوب عبر الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=S-kHQgM5xDk، يمثل إضافة قيمة لفهم طبيعة الصراع وتطوراته، من خلال عين خبير عسكري يمتلك خبرة واسعة في تحليل العمليات الحربية.

يهدف هذا المقال إلى تقديم قراءة معمقة لتحليل العميد حنا، مع التركيز على النقاط الرئيسية التي أثارها، ومحاولة ربطها بالسياق الاستراتيجي الأوسع للحرب الدائرة. سنستعرض العناصر الأساسية التي اعتمد عليها العميد في تحليله، بدءًا من طبيعة الكمين، مرورًا بالتكتيكات المستخدمة، وصولًا إلى الآثار المحتملة على مسار الحرب.

جوهر التحليل: فهم الكمين في سياقه التكتيكي والاستراتيجي

العميد إلياس حنا، في تحليله، لا ينظر إلى الكمين بمعزل عن السياق العام للحرب. فهو يرى أن الكمين، بطبيعته، هو عمل تكتيكي يهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي أوسع. في حالة الكمين الثاني في رفح، يركز العميد على أن الهدف الأساسي لكتائب القسام هو إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الإسرائيلية، وذلك بهدف إضعاف قدرتها القتالية، ورفع كلفة العملية العسكرية، والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي والدولي.

يشدد العميد على أهمية فهم طبيعة المنطقة التي وقع فيها الكمين. حي الجنينة، كونه منطقة مكتظة بالسكان ومبنية بشكل عشوائي، يوفر غطاءً جيدًا للمقاتلين، ويصعب على القوات الإسرائيلية الحركة والمناورة. هذا العامل الجغرافي يلعب دورًا حاسمًا في نجاح الكمين، ويساعد المقاتلين على الاختباء والتخفي، وتجنب الرصد الجوي.

يشير العميد حنا إلى أن الكمين تم التخطيط له بعناية فائقة، وتم تنفيذه بدقة عالية. هذا يتضح من خلال التنسيق الجيد بين المقاتلين، واستخدام الأسلحة المناسبة، واختيار التوقيت المناسب لتنفيذ الهجوم. كما يشير إلى أن الكمين يعكس مستوى عالٍ من التدريب والتجهيز لدى مقاتلي كتائب القسام.

التكتيكات المستخدمة: قراءة في التفاصيل الدقيقة

يعرض العميد حنا في تحليله مجموعة من التكتيكات التي استخدمتها كتائب القسام في الكمين، ويشرح كيفية مساهمة هذه التكتيكات في تحقيق النجاح. من بين هذه التكتيكات:

• التمويه والخداع: يعتقد العميد أن المقاتلين استخدموا تقنيات التمويه والخداع لإخفاء مواقعهم، وتضليل القوات الإسرائيلية. هذا قد يشمل استخدام الملابس المدنية، والاختباء في المنازل المهجورة، وحفر الأنفاق السرية.
• الاستدراج والإيقاع: من المحتمل أن المقاتلين استدرجوا القوات الإسرائيلية إلى منطقة الكمين، وذلك عن طريق إطلاق النار عليها من بعيد، أو زرع عبوات ناسفة في طريقها. بمجرد دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة المحددة، يتم تفعيل الكمين.
• استخدام الأسلحة المناسبة: يعتقد العميد أن المقاتلين استخدموا مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك القذائف المضادة للدبابات، والعبوات الناسفة، والأسلحة الرشاشة. اختيار الأسلحة المناسبة يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الهدف، وهو إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الإسرائيلية.
• التنسيق الجيد: يشير العميد إلى أن الكمين تم تنفيذه بتنسيق جيد بين المقاتلين. هذا يتضح من خلال توزيع المهام، وتحديد المسؤوليات، وتبادل المعلومات. التنسيق الجيد يضمن أن الكمين يتم تنفيذه بسلاسة وفعالية.

يشدد العميد حنا على أن هذه التكتيكات ليست جديدة، ولكنها تمثل تطورًا في أساليب القتال التي تستخدمها كتائب القسام. هذه التكتيكات تعكس قدرة الكتائب على التكيف مع الظروف المتغيرة، وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة القوات الإسرائيلية.

الآثار المحتملة: نظرة إلى المستقبل

لا يقتصر تحليل العميد حنا على وصف الكمين وتحليل تفاصيله، بل يتعداه إلى استشراف الآثار المحتملة على مسار الحرب. يرى العميد أن الكمين، بغض النظر عن حجم الخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية، له آثار معنوية ونفسية كبيرة.

يشير العميد إلى أن الكمين يرفع معنويات المقاتلين الفلسطينيين، ويعزز ثقتهم بقدرتهم على مواجهة القوات الإسرائيلية. كما أنه يرسل رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي مفادها أن الحرب ستكون طويلة ومكلفة، وأن تحقيق النصر ليس مضمونًا.

يعتقد العميد أن الكمين قد يدفع القوات الإسرائيلية إلى تغيير تكتيكاتها، وزيادة حذرها في التعامل مع المناطق المكتظة بالسكان. هذا قد يؤدي إلى تباطؤ وتيرة العمليات العسكرية، وزيادة الاعتماد على القصف الجوي والمدفعي، مما قد يؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين.

يرى العميد حنا أن الكمين يذكر المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية لا تزال حية، وأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله بالقوة العسكرية. هذا قد يزيد الضغوط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

نقد التحليل والتحفظات المحتملة

لا شك أن تحليل العميد إلياس حنا يقدم رؤية قيمة ومفصلة للكمين الثاني في رفح، إلا أنه من المهم الإشارة إلى بعض النقاط التي قد تستدعي النقد أو التحفظ:

• الاعتماد على المعلومات المتاحة: يعتمد تحليل العميد حنا على المعلومات المتاحة في الفيديو والصور المتداولة، والتي قد تكون غير دقيقة أو غير كاملة. هذا قد يؤثر على دقة التحليل، ويجعله عرضة للخطأ.
• التحيز المحتمل: من الصعب تجاهل حقيقة أن العميد حنا هو شخصية معروفة بانتقادها للسياسات الإسرائيلية. هذا قد يؤثر على موضوعية التحليل، ويجعله يميل إلى إبراز الجوانب السلبية في أداء القوات الإسرائيلية.
• التكهنات المستقبلية: تعتمد بعض جوانب التحليل على التكهنات المستقبلية، والتي قد لا تتحقق على أرض الواقع. من الصعب التنبؤ بدقة بمسار الحرب، والآثار المحتملة للكمين.

على الرغم من هذه التحفظات، يبقى تحليل العميد حنا إضافة قيمة لفهم طبيعة الصراع وتطوراته. التحليل يقدم رؤية مفصلة للكمين، ويسلط الضوء على التكتيكات المستخدمة، والآثار المحتملة على مسار الحرب. من خلال دراسة هذا التحليل، يمكننا أن نحصل على فهم أفضل للصراع، والتحديات التي تواجه الأطراف المتنازعة.

الخلاصة

يمثل تحليل العميد إلياس حنا للكمين الثاني لكتائب القسام في رفح إضافة قيمة لفهم طبيعة الصراع وتطوراته. التحليل يقدم رؤية مفصلة للكمين، ويسلط الضوء على التكتيكات المستخدمة، والآثار المحتملة على مسار الحرب. من خلال دراسة هذا التحليل، يمكننا أن نحصل على فهم أفضل للصراع، والتحديات التي تواجه الأطراف المتنازعة.

يبقى من الضروري التعامل مع التحليل بحذر، مع الأخذ في الاعتبار القيود المفروضة على المعلومات المتاحة، والتحيزات المحتملة. ومع ذلك، فإن التحليل يظل مساهمة قيمة في النقاش الدائر حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويساعدنا على فهم أفضل لطبيعة هذا الصراع المعقد.