Now

تهجير وتجويع وقطع الإمدادات الطبية عن غزة القصف وحده لم يشفي غليل الاحتلال

تهجير وتجويع وقطع الإمدادات الطبية عن غزة: القصف وحده لم يشفي غليل الاحتلال

غزة، هذا الشريط الساحلي الضيق المحاصر، لم يكفِ الاحتلال قصفه وتدميره. فإلى جانب القنابل التي تنهال على رؤوس المدنيين العزل، ثمة أساليب أخرى، ربما أشد فتكًا على المدى الطويل، تستخدم لإخضاع هذا الشعب الصامد. فالتجويع والتهجير وقطع الإمدادات الطبية، أصبحت أدوات ممنهجة تضاف إلى ترسانة الاحتلال، في محاولة لكسر إرادة الغزيين وإرغامهم على الاستسلام. الفيديو المنشور على اليوتيوب بعنوان تهجير وتجويع وقطع الإمدادات الطبية عن غزة القصف وحده لم يشفي غليل الاحتلال يسلط الضوء بشكل مؤلم على هذه الجوانب المأساوية من الصراع، ويكشف عن استراتيجية شاملة تهدف إلى تدمير الحياة في القطاع بكل معانيها.

التهجير القسري: تكتيك قديم متجدد

التهجير ليس ظاهرة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فمنذ النكبة عام 1948، والتهجير القسري يمثل جزءًا أساسيًا من سياسات الاحتلال. لكن ما يحدث في غزة اليوم يتجاوز كل الحدود. فمع كل قصف وحشي، يتلقى السكان أوامر بالإخلاء، متوجهين إلى مناطق يُزعم أنها آمنة، سرعان ما تتحول هي الأخرى إلى ساحات للموت والدمار. هذه الأوامر بالإخلاء، التي تصدر بشكل متكرر ودون سابق إنذار كاف، تخلق حالة من الفوضى والذعر، وتجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم وممتلكاتهم، والبحث عن ملاذ آمن غير موجود. غالبًا ما يجد هؤلاء المهجرون أنفسهم في مدارس أو مستشفيات مكتظة، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، أو في العراء، عرضة للبرد والجوع والمرض.

إن تكتيك التهجير القسري يهدف إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية. أولاً، يهدف إلى إفراغ مناطق محددة من سكانها، لتسهيل العمليات العسكرية وتوسيع نطاق السيطرة. ثانيًا، يهدف إلى خلق أزمة إنسانية خانقة، تضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية المتهالكة في غزة، وتزيد من معاناة السكان. ثالثًا، يهدف إلى كسر الروح المعنوية للسكان، وإشعارهم بالعجز واليأس، وإجبارهم على الاستسلام لشروط الاحتلال. والأهم من ذلك، يهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للقطاع، وإضعاف الروابط الاجتماعية والثقافية بين السكان، تمهيدًا لمزيد من التوسع الاستيطاني في المستقبل.

التجويع كسلاح حرب: جريمة ضد الإنسانية

التجويع ليس مجرد نتيجة ثانوية للحرب، بل هو أداة متعمدة تستخدم لخنق غزة. الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، والذي يمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود بشكل كاف، قد أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي. ومع استمرار القصف والحصار، أصبحت المجاعة خطرًا حقيقيًا يهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين، وخاصة الأطفال وكبار السن والمرضى. التقارير الواردة من غزة تتحدث عن نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع جنوني في الأسعار، وعدم القدرة على الحصول على مياه الشرب النظيفة. الأطفال يموتون جوعًا، والمرضى يموتون بسبب نقص التغذية، والعائلات بأكملها تعيش على وجبات قليلة لا تسد الرمق.

إن استخدام التجويع كسلاح حرب يعتبر جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل صريح استخدام التجويع ضد المدنيين في النزاعات المسلحة. ومع ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار خانق على غزة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتدمير البنية التحتية الزراعية، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء بشكل غير مسبوق. إن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لوقف هذه الجريمة المروعة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل آمن ودون قيود.

قطع الإمدادات الطبية: موت بطيء ومعاناة لا تنتهي

بالإضافة إلى القصف والتجويع، يواجه القطاع الصحي في غزة انهيارًا تامًا بسبب قطع الإمدادات الطبية. المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والوقود، مما يعرض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر. الأطباء والممرضون يعملون في ظروف قاسية للغاية، مع عدد قليل من الموارد المتاحة، ويعجزون عن تقديم الرعاية اللازمة للمرضى. العمليات الجراحية تجرى بدون تخدير، والجرحى يموتون بسبب عدم توفر العلاج المناسب، والأطفال يموتون بسبب أمراض بسيطة كان من الممكن علاجها بسهولة في الظروف العادية.

إن قطع الإمدادات الطبية عن غزة يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. اتفاقية جنيف الرابعة تلزم جميع الأطراف في النزاع المسلح بحماية المدنيين وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم. ومع ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة، ويستهدف المرافق الصحية بالقصف والتدمير، مما يعرقل عملها ويحرم السكان من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية. إن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول الإمدادات الطبية بشكل كامل وفوري، وحماية المرافق الصحية والعاملين فيها.

القصف وحده لم يشفي غليل الاحتلال: استراتيجية شاملة للتدمير

الفيديو المنشور على اليوتيوب يوضح بشكل قاطع أن القصف وحده ليس كافيًا لتحقيق أهداف الاحتلال في غزة. فالقصف هو مجرد جزء واحد من استراتيجية شاملة تهدف إلى تدمير الحياة في القطاع بكل معانيها. التجويع والتهجير وقطع الإمدادات الطبية هي أدوات أخرى تستخدم لإخضاع السكان وكسر إرادتهم. هذه الأدوات، التي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، تستخدم بشكل ممنهج ومتعمد لتعميق معاناة الفلسطينيين في غزة، وإجبارهم على الاستسلام لشروط الاحتلال.

إن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا وحاسمًا. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف القصف العشوائي للمدنيين، ورفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وفوري، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. يجب أيضًا محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبوها في غزة، وتقديمهم إلى العدالة الدولية. إن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم يشجع إسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها، ويعرض حياة الملايين من الفلسطينيين للخطر.

غزة ليست مجرد رقم في معادلة سياسية. غزة هي شعب يعيش على أرضه، وله الحق في الحياة والحرية والكرامة. يجب على العالم أن يستمع إلى صرخات غزة، وأن يتحرك لإنقاذ هذا الشعب من الموت والدمار. إن مستقبل غزة هو مستقبلنا جميعًا، وإن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين هو دفاع عن العدالة والإنسانية.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا