Now

على وقع معارك مشتعلة ميدانيا لماذا قبل زيلنسكي بمشاركة روسيا في مؤتمر كييف الدولي للسلام

على وقع معارك مشتعلة ميدانيا لماذا قبل زيلنسكي بمشاركة روسيا في مؤتمر كييف الدولي للسلام؟

رابط الفيديو المشار إليه: https://www.youtube.com/watch?v=va2ciNR2cys

الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة منذ أكثر من عامين، مخلفة وراءها دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة. وعلى الرغم من استمرار المعارك الميدانية بشكل محموم، إلا أن الحديث عن السلام والتسوية السياسية لا يزال مطروحاً، وإن كان بصيغ مختلفة ومتباينة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: لماذا قد يقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ظل هذه الظروف الميدانية الصعبة، بمشاركة روسيا في مؤتمر دولي للسلام يعقد في كييف؟ الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، بل تتطلب تحليلاً معمقاً للأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية لهذه الحرب، فضلاً عن الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها زيلينسكي.

الوضع الميداني المتدهور والضغط العسكري:

لا يمكن إنكار أن الوضع الميداني في أوكرانيا يمر بمرحلة حرجة. القوات الروسية تواصل تقدمها في مناطق مختلفة، خاصة في الشرق والجنوب، وتحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية. المدن والبلدات الأوكرانية تتعرض لقصف مستمر، والبنية التحتية المدنية تعاني من أضرار جسيمة. هذا الضغط العسكري المتزايد يضع زيلينسكي وحكومته في موقف صعب. الاستمرار في رفض أي حوار مع روسيا، مهما كانت الظروف، قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الميداني، وبالتالي زيادة الخسائر البشرية والمادية، وتقويض القدرة على الدفاع عن البلاد. قبول المشاركة الروسية في مؤتمر السلام، من هذا المنطلق، قد يكون محاولة لكسب الوقت، وإعادة تقييم الوضع، وإيجاد مخرج مشرف من هذه الحرب.

الضغوط الدولية والموقف الغربي:

على الرغم من الدعم الغربي القوي لأوكرانيا، إلا أن هناك تزايداً في الأصوات التي تدعو إلى إيجاد حل سياسي للأزمة. بعض الدول الغربية، وخاصة في أوروبا، بدأت تشعر بالتعب من الحرب، وتخشى من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية. كما أن هناك قلقاً متزايداً من احتمال تصعيد الصراع إلى حرب نووية. هذه الضغوط الدولية تدفع زيلينسكي إلى التفكير في بدائل أخرى غير الحل العسكري. قبول المشاركة الروسية في مؤتمر السلام قد يكون خطوة لإرضاء الحلفاء الغربيين، وإظهار أن أوكرانيا مستعدة للحوار والتفاوض، وأنها لا ترفض أي فرصة للسلام.

الحاجة إلى الدعم المالي والاقتصادي:

الاقتصاد الأوكراني يعاني من أزمة حادة نتيجة للحرب. البنية التحتية مدمرة، الإنتاج متوقف، والبطالة مرتفعة. أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والاقتصادي من الغرب للبقاء على قيد الحياة. استمرار الحرب يهدد بتدهور الوضع الاقتصادي بشكل أكبر، وبالتالي زيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية. قبول المشاركة الروسية في مؤتمر السلام قد يكون وسيلة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وإعادة بناء الاقتصاد الأوكراني، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.

الرأي العام الداخلي والضغوط السياسية:

على الرغم من الدعم الشعبي الكبير لزيلينسكي وحكومته في بداية الحرب، إلا أن هناك تزايداً في الانتقادات الداخلية لطريقة إدارة الأزمة. بعض الأوكرانيين يشعرون بالإحباط من طول أمد الحرب، وعدم وجود حلول واضحة في الأفق. كما أن هناك قلقاً متزايداً من ارتفاع عدد القتلى والجرحى، وتدهور الأوضاع المعيشية. قبول المشاركة الروسية في مؤتمر السلام قد يكون محاولة لتهدئة الرأي العام الداخلي، وإظهار أن زيلينسكي يسعى بكل الوسائل لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.

شروط المشاركة الروسية:

من المهم الإشارة إلى أن قبول زيلينسكي بمشاركة روسيا في مؤتمر السلام قد يكون مشروطاً بشروط معينة. على سبيل المثال، قد يشترط زيلينسكي أن تعترف روسيا بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وأن تنسحب قواتها من جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة، وأن تدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا نتيجة للحرب. هذه الشروط قد تكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا، وبالتالي تفشل المفاوضات قبل أن تبدأ. ومع ذلك، فإن مجرد طرح هذه الشروط يظهر أن أوكرانيا لا تزال متمسكة بمطالبها، وأنها لن تتنازل عن حقوقها.

هل يعني ذلك استسلام أوكرانيا؟

لا يعني قبول زيلينسكي بمشاركة روسيا في مؤتمر السلام استسلام أوكرانيا أو تنازلها عن مبادئها. بل هو محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، في ظل الظروف الميدانية والسياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. أوكرانيا لا تزال متمسكة بحقها في الدفاع عن نفسها، واستعادة أراضيها المحتلة، والحفاظ على سيادتها واستقلالها. الحوار والتفاوض قد يكونان الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب المدمرة، وتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

الخلاصة:

قبول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمشاركة روسيا في مؤتمر كييف الدولي للسلام، على وقع معارك مشتعلة ميدانياً، قرار معقد ينطوي على حسابات دقيقة وموازنات صعبة. هو ليس بالضرورة علامة ضعف أو استسلام، بل قد يكون تعبيراً عن واقعية سياسية، ورغبة في إيجاد مخرج من الأزمة، وتخفيف المعاناة عن الشعب الأوكراني. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المبادرة ستنجح في تحقيق السلام، أم أنها ستكون مجرد محاولة أخرى فاشلة لإنهاء هذه الحرب الطويلة والمأساوية.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا