Now

لماذا تخشى إسرائيل من تكرار سيناريو طوفان الأقصى في الضفة التفاصيل مع مراسل العربي

لماذا تخشى إسرائيل من تكرار سيناريو طوفان الأقصى في الضفة؟ تحليل معمق

رابط الفيديو المرجعي: https://www.youtube.com/watch?v=A25Hw_cpUCk

في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، والتي هزت إسرائيل بعنف وأدت إلى تداعيات إقليمية ودولية واسعة، تصاعدت المخاوف الإسرائيلية بشكل ملحوظ بشأن إمكانية تكرار سيناريو مماثل في الضفة الغربية المحتلة. هذه المخاوف ليست مجرد تخمينات، بل هي نتاج تقييم دقيق للوضع الأمني والسياسي والاجتماعي المتوتر في الضفة، والذي يتسم بتزايد الاستياء الفلسطيني، وتوسع الاستيطان الإسرائيلي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وغياب أفق سياسي واضح للحل.

يقدم فيديو اليوتيوب المشار إليه، والذي يتضمن تحليلاً من مراسل قناة العربي، رؤى قيمة حول أسباب هذا القلق الإسرائيلي، مع التركيز على عدة عوامل رئيسية تساهم في زيادة احتمالية تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية:

أولاً: تزايد الاستياء الفلسطيني وتصاعد المقاومة المسلحة

عقود من الاحتلال الإسرائيلي، وما يرافقه من ممارسات قمعية وانتهاكات لحقوق الإنسان، خلقت بيئة خصبة للاستياء والغضب في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية. القيود المفروضة على الحركة، وعمليات الاعتقال التعسفية، وهدم المنازل، والتوسع الاستيطاني المستمر، كلها عوامل تساهم في تفاقم هذا الشعور بالظلم والإحباط. هذا الاستياء المتراكم يترجم إلى تصاعد في أعمال المقاومة الشعبية والمسلحة، والتي تتخذ أشكالاً مختلفة، بدءًا من المظاهرات والاحتجاجات السلمية، وصولًا إلى العمليات الفردية والهجمات المنظمة التي تنفذها فصائل المقاومة المختلفة.

في السنوات الأخيرة، شهدنا ظهور مجموعات مسلحة جديدة في الضفة الغربية، مثل عرين الأسود في نابلس وكتيبة جنين، والتي اكتسبت شعبية واسعة بين الشباب الفلسطيني بسبب تبنيها خطابًا مقاومًا وتصديها للاحتلال الإسرائيلي. هذه المجموعات، على الرغم من محدودية قدراتها العسكرية، إلا أنها تمثل تحديًا حقيقيًا لإسرائيل، حيث أنها قادرة على تنفيذ عمليات نوعية وإلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية والمستوطنين.

ثانياً: ضعف السلطة الفلسطينية وفقدانها للسيطرة

تواجه السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، تحديات كبيرة في الحفاظ على سلطتها ونفوذها في الضفة الغربية. فقدت السلطة الفلسطينية الكثير من شعبيتها ومصداقيتها في نظر الفلسطينيين، بسبب فشلها في تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام، وتفشي الفساد، وتأخر الانتخابات، وتنسيقها الأمني مع إسرائيل. هذا الضعف يسمح للفصائل المسلحة الأخرى بالتوسع وزيادة نفوذها، ويجعل من الصعب على السلطة الفلسطينية السيطرة على الأوضاع الأمنية ومنع تصاعد العنف.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة، بسبب تجميد إسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية، وتقليص المساعدات الدولية. هذه الأزمة تؤثر سلبًا على قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وتزيد من حالة الإحباط واليأس في صفوفهم.

ثالثاً: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وسياسات الضم الزاحف

يعتبر التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية من أبرز العوامل التي تغذي الصراع وتزيد من التوتر. تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، ولكن إسرائيل تواصل بناء وتوسيع هذه المستوطنات، وتوفير الدعم والحماية للمستوطنين. هذا التوسع الاستيطاني يلتهم المزيد من الأراضي الفلسطينية، ويقطع أوصال الضفة الغربية، ويحرم الفلسطينيين من الوصول إلى مواردهم الطبيعية، ويقوض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

بالإضافة إلى ذلك، تتبع إسرائيل سياسة الضم الزاحف، من خلال بناء الطرق الالتفافية التي تربط المستوطنات ببعضها البعض وداخل إسرائيل، وفرض قوانين وأنظمة إسرائيلية على المستوطنات والمستوطنين، مما يخلق واقعًا جديدًا على الأرض يقوض سيادة الفلسطينيين ويجعل من الصعب عليهم ممارسة حقوقهم.

رابعاً: التحريض الإعلامي والعنف المتبادل

يلعب التحريض الإعلامي دورًا كبيرًا في تأجيج الصراع وتصعيد العنف. يستخدم الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني لغة تحريضية وخطابات كراهية ضد الطرف الآخر، مما يزيد من حالة الاستقطاب والانقسام بين المجتمعين. بالإضافة إلى ذلك، يشجع بعض رجال الدين والسياسيين على العنف والكراهية، مما يزيد من خطر وقوع عمليات انتقامية وهجمات متبادلة.

كما أن العنف المتبادل بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين يساهم في تصعيد الأوضاع. يقوم المستوطنون الإسرائيليون بشكل متكرر بمهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم، بحماية ودعم من الجيش الإسرائيلي. في المقابل، يقوم بعض الفلسطينيين بتنفيذ عمليات ضد المستوطنين، كرد فعل على هذه الاعتداءات.

خامساً: غياب الأفق السياسي وجمود عملية السلام

يعتبر غياب أي أفق سياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أبرز العوامل التي تساهم في تفاقم الوضع. توقفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ سنوات، ولا يوجد أي مبادرة جادة لإحياء هذه العملية. هذا الجمود السياسي يخلق حالة من اليأس والإحباط في صفوف الفلسطينيين، ويدفعهم إلى البحث عن طرق أخرى لتحقيق حقوقهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركة فتح وحركة حماس يعيق أي فرصة لتحقيق تقدم في عملية السلام. يجب على الفصائل الفلسطينية أن تتحد وتضع استراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.

تداعيات تكرار سيناريو طوفان الأقصى في الضفة

إذا تكرر سيناريو مماثل لعملية طوفان الأقصى في الضفة الغربية، فإن ذلك سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على جميع المستويات. على المستوى الإنساني، ستكون هناك خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير للممتلكات، وتدهور للأوضاع المعيشية للفلسطينيين. على المستوى الأمني، ستشهد المنطقة تصعيدًا كبيرًا في العنف، وتدهورًا في الأوضاع الأمنية، وصعوبة في السيطرة على الأوضاع. على المستوى السياسي، ستتعقد عملية السلام أكثر، وستزداد الانقسامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تكرار سيناريو مماثل سيؤثر سلبًا على صورة إسرائيل في العالم، وسيزيد من الضغوط الدولية عليها لإنهاء الاحتلال والالتزام بالقانون الدولي. كما أنه قد يؤدي إلى تدخل دولي أكبر في المنطقة، بهدف منع تفاقم الأوضاع وحماية المدنيين.

خلاصة

باختصار، فإن المخاوف الإسرائيلية من تكرار سيناريو طوفان الأقصى في الضفة الغربية مبررة، نظرًا للوضع المتوتر والهش في الضفة، والذي يتسم بتزايد الاستياء الفلسطيني، وتصاعد المقاومة المسلحة، وضعف السلطة الفلسطينية، والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وغياب الأفق السياسي. يجب على إسرائيل أن تدرك أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الفيديو المشار إليه يوفر تحليلًا قيمًا لهذه المخاوف، ويسلط الضوء على العوامل التي تساهم في تفاقم الوضع في الضفة الغربية، ويقدم رؤى مهمة حول كيفية التعامل مع هذا التحدي.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا