Now

العلامات التي جعلها الله مفاتيح لتدبر كتابه

العلامات التي جعلها الله مفاتيح لتدبر كتابه: تحليل وتعمق

في عالمٍ يعج بالمعلومات والملهيات، يظل كتاب الله، القرآن الكريم، المنارة التي تهدي الحائر، وتشفي العليل، وتروي الظمآن. لكن الوصول إلى هذا النبع الصافي، واستخراج كنوزه الدفينة، يتطلب مفاتيح تفتح الأبواب المغلقة، وعلامات تدل على الطريق الصحيح. الفيديو المعنون العلامات التي جعلها الله مفاتيح لتدبر كتابه والموجود على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=ngree3XUutk يقدم محاولة قيمة لاستكشاف هذه المفاتيح والعلامات التي وضعها الله عز وجل في كتابه، لتسهيل تدبره وفهمه.

التدبر في القرآن ليس مجرد قراءة عابرة، أو تلاوة مجردة، بل هو تفكر عميق، وتأمل دقيق، يهدف إلى استخلاص المعاني، وفهم المقاصد، والعمل بمقتضى ما جاء فيه. وهو الغاية الأساسية من إنزال القرآن، كما قال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (ص: 29). فالتدبر هو رحلة استكشافية في بحر القرآن، تتطلب أدوات ووسائل تساعد على الغوص في الأعماق، واستخراج اللآلئ والجواهر.

من العلامات والمفاتيح التي يمكن استخلاصها من القرآن نفسه، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال العلماء، ما يلي:

1. فهم اللغة العربية:

القرآن الكريم نزل باللغة العربية الفصحى، وهي لغة تتميز بالبلاغة والفصاحة والبيان. فهم اللغة العربية هو المدخل الأساسي لفهم القرآن، والسبيل الأمثل لاستيعاب معانيه. فالكلمة الواحدة قد تحمل معاني متعددة، والسياق هو الذي يحدد المعنى المراد. والأساليب البلاغية كالاستعارة والتشبيه والكناية، تضفي على النص القرآني جمالاً ورونقاً، وتزيد من عمق المعاني. لذلك، فإن إتقان اللغة العربية، وقواعدها النحوية والصرفية والبلاغية، هو شرط أساسي للتدبر الصحيح.

يشمل فهم اللغة العربية الإلمام بمعاني المفردات، ومعرفة العلاقات بين الكلمات في الجملة، وفهم الأساليب البلاغية المختلفة. كما يتطلب أيضاً معرفة أسباب النزول، أي الظروف والملابسات التي نزلت فيها الآيات، لأنها تساعد على فهم المعنى المراد من الآية.

2. معرفة أسباب النزول:

القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة، بل نزل منجماً على النبي صلى الله عليه وسلم على مدى ثلاث وعشرين سنة. وفي كثير من الأحيان، كانت الآيات تنزل بسبب حادثة معينة، أو سؤال محدد، أو موقف معين. معرفة هذه الأسباب يساعد على فهم الآيات في سياقها التاريخي والاجتماعي، ويزيل اللبس والغموض الذي قد يكتنف بعض الآيات. وقد اهتم العلماء اهتماماً كبيراً بجمع أسباب النزول، وتدوينها في كتب خاصة، مثل كتاب أسباب النزول للواحدي.

مثال على ذلك، قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ (النور: 61). نزلت هذه الآية عندما كان بعض الصحابة يتحرجون من الأكل مع الأعمى والأعرج والمريض، لأنهم كانوا يعتقدون أن هؤلاء قد لا يستطيعون الأكل بشكل طبيعي، أو أنهم قد يحتاجون إلى مساعدة. فبينت الآية أنه لا حرج في ذلك، وأن الدين الإسلامي دين يسر وسماحة.

3. التفريق بين المحكم والمتشابه:

القرآن الكريم يحتوي على آيات محكمات، أي واضحة المعنى، لا تحتمل إلا معنى واحداً، وآيات متشابهات، أي تحتمل معاني متعددة، أو أن معناها خفي على كثير من الناس. قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (آل عمران: 7). فالراسخون في العلم هم الذين يردون المتشابه إلى المحكم، ويفهمون الآيات المتشابهة في ضوء الآيات المحكمة.

فالآيات المحكمات هي الأصل، والآيات المتشابهات هي الفرع. ولا يجوز أن نأخذ بالآيات المتشابهة، ونترك الآيات المحكمات، لأن ذلك يؤدي إلى الضلال والانحراف.

4. التدبر في القصص القرآني:

القصص القرآني ليست مجرد حكايات للتسلية والترفيه، بل هي دروس وعبر، وأمثلة ونماذج، تهدف إلى تربية النفوس، وتهذيب الأخلاق، وتوجيه السلوك. قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (يوسف: 111). فالتدبر في القصص القرآني يساعد على فهم سنن الله في الكون، وقوانينه في الحياة، وكيف يتعامل مع عباده.

من القصص القرآني قصة يوسف عليه السلام، وقصة موسى عليه السلام، وقصة إبراهيم عليه السلام، وقصة نوح عليه السلام، وقصة سليمان عليه السلام. فكل قصة تحمل في طياتها دروساً وعبرًا، يمكن أن نستفيد منها في حياتنا.

5. الربط بين الآيات والسياق العام للقرآن:

القرآن الكريم وحدة متكاملة، فلا يجوز أن نفصل آية عن سياقها، أو أن نفهمها بمعزل عن الآيات الأخرى. فالآيات تفسر بعضها بعضاً، والسياق العام للقرآن يوضح المعنى المراد من الآيات. قال تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82). فعدم وجود اختلاف في القرآن، رغم طوله وتنوع موضوعاته، يدل على أنه من عند الله، وأنه وحدة متكاملة.

فعندما نقرأ آية معينة، يجب أن ننظر إلى الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها، وأن ننظر إلى السورة التي وردت فيها الآية، وأن ننظر إلى القرآن كله، لنفهم المعنى المراد من الآية.

6. الرجوع إلى السنة النبوية:

السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، وهي المبينة والمفسرة للقرآن الكريم. قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (النحل: 44). فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بين للناس القرآن، وفصل معانيه، وشرح أحكامه. لذلك، فإن الرجوع إلى السنة النبوية هو أمر ضروري لفهم القرآن، والعمل به.

فالسنة النبوية توضح معاني الآيات المجملة، وتخصص الآيات العامة، وتقيد الآيات المطلقة، وتشرح الآيات المشكلة. لذلك، لا يمكن أن نفهم القرآن فهماً صحيحاً إلا بالرجوع إلى السنة النبوية.

7. الاستعانة بأقوال العلماء والمفسرين:

العلماء والمفسرون هم الذين قضوا حياتهم في دراسة القرآن، وفهم معانيه، وشرح أحكامه. لذلك، فإن الاستعانة بأقوالهم وتفسيراتهم هو أمر ضروري لفهم القرآن، وتجنب الوقوع في الأخطاء. قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النحل: 43). فأهل الذكر هم العلماء، وهم الذين نرجع إليهم عندما نجهل شيئاً في الدين.

ولكن يجب أن ننتبه إلى أن العلماء ليسوا معصومين، وأنهم قد يخطئون. لذلك، يجب أن نختار العلماء الثقات، وأن نرجع إلى أقوالهم بتأنٍ وتدبر، وأن نقارن بين أقوالهم، وأن نختار القول الذي يوافق الكتاب والسنة.

8. الإخلاص والنية الصادقة:

الإخلاص والنية الصادقة هما أساس كل عمل صالح. فإذا لم يكن العمل خالصاً لله، ولم تكن النية صادقة، فإنه لا يقبل. قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ (البينة: 5). فالتدبر في القرآن عبادة، ويجب أن يكون خالصاً لله، وأن تكون النية صادقة في فهم القرآن، والعمل به.

فإذا كان الهدف من التدبر في القرآن هو التباهي والتفاخر، أو الحصول على الشهرة والمنصب، أو الجدال والمراء، فإن هذا التدبر لا ينفع، بل قد يضر صاحبه.

9. الدعاء والتضرع إلى الله:

الله عز وجل هو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء. قال تعالى: مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (الكهف: 17). فالدعاء والتضرع إلى الله، بأن يفتح علينا من فضله، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يفهمنا كتابه، هو أمر ضروري لفهم القرآن، والعمل به.

فالله عز وجل هو الذي ييسر لنا فهم القرآن، ويهدينا إلى صراطه المستقيم. فإذا أخلصنا الدعاء، وتضرعنا إليه، فإنه لا يردنا خائبين.

في الختام، التدبر في القرآن الكريم هو رحلة عظيمة، ومسيرة مباركة، تتطلب جهداً ومثابرة، وإخلاصاً وصدقاً. فنسأل الله تعالى أن يفتح علينا من فضله، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يفهمنا كتابه، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله