Now

الاحتلال يقيّد وصول المسيحيين والكنائس تلغي احتفالات سبت النور بسبب الحرب على غزة

الاحتلال يقيّد وصول المسيحيين والكنائس تلغي احتفالات سبت النور بسبب الحرب على غزة

يشكل سبت النور، أو سبت الفرح كما يعرفه المسيحيون، أحد أهم الأيام في التقويم الليتورجي المسيحي. فهو يسبق عيد القيامة المجيد، ويحمل في طياته معاني الانتظار والأمل والترقب لانتصار النور على الظلمة، والحياة على الموت. تقليدياً، يشهد هذا اليوم توافد حشود غفيرة من المسيحيين من جميع أنحاء العالم إلى القدس، لحضور مراسم خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة. لكن هذا العام، وكما يظهر في الفيديو الذي نشر على اليوتيوب تحت عنوان الاحتلال يقيّد وصول المسيحيين والكنائس تلغي احتفالات سبت النور بسبب الحرب على غزة، تحولت هذه المناسبة الروحانية إلى فصل آخر من فصول المعاناة والتقييد التي يعيشها المسيحيون الفلسطينيون، خاصة في ظل الحرب الدائرة على غزة.

الفيديو المشار إليه، والمتوفر على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=mE9vJrQ5WlA، يقدم صورة قاتمة للوضع الراهن في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة. يوثق الفيديو القيود المشددة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على حركة المسيحيين الراغبين في الوصول إلى كنيسة القيامة للمشاركة في احتفالات سبت النور. هذه القيود ليست جديدة، فلطالما عانى المسيحيون الفلسطينيون من مضايقات الاحتلال وتقييد حركتهم، خاصة في المناسبات الدينية الهامة. ولكن هذا العام، وفي ظل الحرب المدمرة على غزة، ازدادت هذه القيود حدة، وتحولت إلى منع شبه كامل للكثيرين من الوصول إلى القدس.

يظهر في الفيديو شهادات حية لمسيحيين فلسطينيين من مختلف المناطق، يعبرون عن حزنهم العميق وإحباطهم الشديد بسبب منعهم من المشاركة في احتفالات سبت النور. يتحدثون عن الحواجز العسكرية المنتشرة في كل مكان، والتفتيشات المهينة، والتأخير المتعمد، والإجراءات البيروقراطية المعقدة التي تجعل الوصول إلى القدس أمراً شبه مستحيل. يصفون كيف تحولت فرحة العيد إلى حزن وألم، وكيف يشعرون بأنهم غرباء في وطنهم، محرومين من حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.

الأمر لا يقتصر على القيود المفروضة على الأفراد. فقد اضطرت الكنائس المسيحية في القدس إلى اتخاذ قرار صعب ومؤلم هذا العام، وهو إلغاء معظم مظاهر الاحتفال بسبت النور. هذا القرار، الذي لم تتخذه الكنائس إلا في حالات استثنائية ونادرة عبر التاريخ، يعكس حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها الطوائف المسيحية في ظل الاحتلال. يعبر الفيديو عن هذا القرار كنوع من الاحتجاج على القيود المفروضة، وتضامناً مع أهالي غزة الذين يعيشون تحت القصف والحصار.

إن إلغاء الاحتفالات بسبت النور ليس مجرد قرار إداري أو تنظيمي. إنه رمز قوي ومعبر عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المسيحيون الفلسطينيون، وعن التضييق المستمر على حريتهم الدينية. إنه رسالة واضحة إلى العالم بأسره، تدعو إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية حقوق المسيحيين الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان.

يجب التأكيد على أن القيود المفروضة على المسيحيين في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ليست مجرد إجراءات أمنية عادية. إنها جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير المسيحيين من أرضهم، وتغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة المقدسة. إنها محاولة لطمس الهوية المسيحية للمدينة، وتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة.

الحرب على غزة فاقمت الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي للمسيحيين الفلسطينيين، كما فعلت مع سائر الشعب الفلسطيني. فقد أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل الحياة الاقتصادية، وتشريد الآلاف من الأسر. وقد تضرر المسيحيون بشكل خاص، نظراً لتركزهم في بعض المناطق التي تعرضت للقصف والتدمير.

إن ما يحدث في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولحقوق الإنسان الأساسية. إن حرية الدين والمعتقد هي حق مكفول لجميع الناس، ولا يجوز لأي دولة أن تمنع أو تقيد هذا الحق. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه المسيحيين الفلسطينيين، وأن يضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان.

إن قضية المسيحيين الفلسطينيين ليست قضية دينية فحسب، بل هي قضية وطنية وإنسانية. إنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ولهم الحق في العيش بكرامة وحرية في وطنهم. يجب على جميع الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، أن يتحدوا لمواجهة الاحتلال، والدفاع عن حقوقهم المشروعة، والسعي إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن لهم الأمن والاستقرار والازدهار.

ختاماً، يمثل الفيديو الاحتلال يقيّد وصول المسيحيين والكنائس تلغي احتفالات سبت النور بسبب الحرب على غزة صرخة مدوية، تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها المسيحيون الفلسطينيون في ظل الاحتلال. إنه دعوة إلى الضمير العالمي، للتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية حقوق المسيحيين الفلسطينيين، والسعي إلى تحقيق السلام العادل الذي يضمن لهم ولجميع الفلسطينيين حياة كريمة وحرة. يجب أن لا تمر هذه الصرخة دون استجابة، ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه هذه القضية الإنسانية العادلة.

إن إلغاء احتفالات سبت النور هذا العام، هو تذكير مؤلم بأن السلام والعدالة لا يزالان بعيدين المنال في فلسطين. ولكنه في الوقت نفسه، هو تعبير عن الأمل والإيمان بأن النور سينتصر في النهاية على الظلمة، وأن السلام سيحل يوماً ما على هذه الأرض المقدسة.

إن المسيحيين الفلسطينيين، على الرغم من كل الصعاب والتحديات، سيظلون متمسكين بأرضهم وهويتهم وتراثهم. سيظلون صوتاً للحق والعدالة، وسيسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن لهم ولجميع الفلسطينيين حياة كريمة وحرة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا