Now

كيف يستفيد الحوثيون من هجماتهم في البحر الأحمر وهل سيصمدون رغم القنابل التي تُلقى عليهم

كيف يستفيد الحوثيون من هجماتهم في البحر الأحمر وهل سيصمدون رغم القنابل التي تُلقى عليهم؟

(هذا المقال يعتمد على تحليل المعلومات المتاحة حول الوضع في اليمن والبحر الأحمر، مع الأخذ في الاعتبار المحتوى المحتمل لفيديو يوتيوب بعنوان كيف يستفيد الحوثيون من هجماتهم في البحر الأحمر وهل سيصمدون رغم القنابل التي تُلقى عليهم؟ دون الوصول المباشر إلى الفيديو.)

تصاعدت حدة التوترات في منطقة البحر الأحمر بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وذلك على خلفية هجمات جماعة أنصار الله الحوثيين على السفن التجارية التي تعبر هذا الممر المائي الحيوي. هذه الهجمات، التي يقول الحوثيون إنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة، أثارت ردود فعل دولية واسعة النطاق، بما في ذلك شن ضربات جوية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع تابعة للجماعة في اليمن. السؤال المطروح الآن هو: كيف يستفيد الحوثيون من هذه الهجمات؟ وهل سيصمدون في وجه هذه الضربات الجوية؟

الاستفادة السياسية والإعلامية

أولاً وقبل كل شيء، يستفيد الحوثيون من هذه الهجمات سياسياً وإعلامياً. فمن خلال تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية، يسعون إلى تعزيز شعبيتهم في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي. هذه الهجمات تمنحهم أيضاً فرصة لإعادة تقديم أنفسهم كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على التأثير في مسار الأحداث في المنطقة. كما أن هذه العمليات تمنحهم مكسباً دعائياً كبيراً عبر وسائل الإعلام التابعة لهم، حيث يتم تضخيم أثر هذه الهجمات وتصويرها كضربات موجعة للاقتصاد العالمي وللدول الغربية الداعمة لإسرائيل.

إضافة إلى ذلك، تُساهم هذه الهجمات في ترسيخ سلطة الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن. فمن خلال إظهار قوتهم العسكرية وقدرتهم على تحدي القوى الكبرى، يسعون إلى إخماد أي معارضة داخلية وتوحيد الصفوف خلفهم. كما أن استمرار هذه العمليات يُعزز من موقفهم التفاوضي في أي مفاوضات مستقبلية مع الحكومة اليمنية الشرعية أو مع الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى.

الاستفادة العسكرية والاقتصادية

على الرغم من أن الهجمات على السفن التجارية تبدو مكلفة من الناحية اللوجستية، إلا أنها قد تمنح الحوثيين مكاسب عسكرية واقتصادية غير مباشرة. فمن خلال استهداف السفن التي يعتقدون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، يسعون إلى تعطيل حركة التجارة وتقويض الاقتصاد الإسرائيلي، كما يعتقدون. هذا الأمر، وإن كان له تأثير محدود على المدى القصير، إلا أنه يساهم في إبراز قدرتهم على زعزعة الاستقرار الإقليمي.

علاوة على ذلك، توفر هذه الهجمات للحوثيين فرصة لاختبار وتطوير قدراتهم العسكرية. فمن خلال استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة في هذه العمليات، يكتسبون خبرة عملية في استخدام هذه الأسلحة وتحديد نقاط القوة والضعف فيها. هذه الخبرة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة في أي صراع مستقبلي مع خصومهم.

من الناحية الاقتصادية، قد يستفيد الحوثيون من هذه الهجمات من خلال فرض ضرائب أو رسوم حماية على السفن التي ترغب في المرور عبر المياه الخاضعة لسيطرتهم. هذا الأمر، وإن كان غير معلن رسمياً، إلا أنه يمكن أن يوفر لهم مصدراً إضافياً للدخل في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن.

هل سيصمد الحوثيون رغم القنابل؟

السؤال الأكثر أهمية هو: هل سيصمد الحوثيون في وجه الضربات الجوية التي تُشن عليهم؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • مدى قوة واستمرارية الضربات الجوية: إذا كانت الضربات الجوية محدودة وغير مستمرة، فمن المرجح أن يتمكن الحوثيون من الصمود والتكيف مع الوضع. أما إذا كانت الضربات مكثفة ومستمرة، فقد تتسبب في إضعاف قدراتهم العسكرية وتقويض سيطرتهم على الأرض.
  • الدعم الخارجي الذي يتلقاه الحوثيون: يُعتقد على نطاق واسع أن الحوثيين يتلقون دعماً عسكرياً ومالياً من إيران. إذا استمر هذا الدعم، فسيتمكنون من تعويض خسائرهم والاستمرار في القتال. أما إذا انقطع هذا الدعم، فقد يجدون صعوبة كبيرة في الاستمرار في المقاومة.
  • الوضع الداخلي في اليمن: إذا كان الحوثيون يتمتعون بدعم شعبي واسع في المناطق التي يسيطرون عليها، فسيكونون أكثر قدرة على الصمود في وجه الضربات الجوية. أما إذا كانوا يواجهون معارضة داخلية قوية، فقد تضعف مقاومتهم.
  • الدور الذي تلعبه الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى: إذا تدخلت أطراف إقليمية أو دولية أخرى بشكل مباشر في الصراع، فقد يغير ذلك ميزان القوى ويؤثر على قدرة الحوثيين على الصمود.

بالنظر إلى هذه العوامل، يبدو أن قدرة الحوثيين على الصمود في وجه الضربات الجوية تعتمد على مدى استمرارية وتكثيف هذه الضربات، وعلى الدعم الذي يتلقونه من الخارج، وعلى الوضع الداخلي في اليمن. على الرغم من أن الضربات الجوية قد تتسبب في إضعاف قدراتهم العسكرية وتقويض سيطرتهم على الأرض، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن التحالف الدولي من القضاء عليهم بشكل كامل. فالحوثيون يتمتعون بخبرة قتالية طويلة، ولديهم شبكة واسعة من المؤيدين، ويتلقون دعماً من الخارج، ولديهم القدرة على التكيف مع الظروف الصعبة.

خلاصة

باختصار، يستفيد الحوثيون من هجماتهم في البحر الأحمر سياسياً وإعلامياً وعسكرياً واقتصادياً. هذه الهجمات تعزز من شعبيتهم في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، وتمنحهم فرصة لإعادة تقديم أنفسهم كقوة إقليمية فاعلة، وتساهم في ترسيخ سلطتهم في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، وتوفر لهم فرصة لاختبار وتطوير قدراتهم العسكرية. أما بالنسبة لقدرتهم على الصمود في وجه الضربات الجوية، فإن ذلك يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مدى قوة واستمرارية الضربات الجوية، والدعم الخارجي الذي يتلقونه، والوضع الداخلي في اليمن، والدور الذي تلعبه الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى.

يبقى أن الحل الأمثل للأزمة في اليمن هو الحل السياسي، الذي يضمن مشاركة جميع الأطراف في الحكم ويحقق السلام والاستقرار في البلاد. أما استمرار التصعيد العسكري فلن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار.

(ملاحظة: هذا المقال يعتمد على المعلومات المتاحة ولا يشكل تحليلاً نهائياً للوضع في اليمن. الوضع معقد ومتغير، ويتطلب متابعة مستمرة للأحداث.)

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا