الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال مبنى غسيل الكلى بمجمع الشفاء

الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال مبنى غسيل الكلى بمجمع الشفاء

يثير الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال مبنى غسيل الكلى بمجمع الشفاء والذي يمكن الوصول إليه عبر الرابط https://www.youtube.com/watch?v=kSilLCtRjVM ، قضية إنسانية بالغة الخطورة تتجاوز حدود الصراع السياسي، لتلامس جوهر الحق في الحياة والرعاية الصحية الأساسية. يكشف الفيديو، وربما تقارير إخبارية أخرى ذات صلة، عن الوضع المأساوي الذي يواجهه مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة، وتحديدًا بعد تدمير أو تعطيل وحدة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، أحد أكبر المراكز الطبية في القطاع.

كارثة إنسانية تتفاقم

الفشل الكلوي ليس مجرد مرض، بل هو حالة مرضية مزمنة تتطلب رعاية طبية مستمرة ودورية، تتمثل بشكل أساسي في جلسات غسيل الكلى. هذه الجلسات، التي تُجرى عادةً بمعدل ثلاث مرات أسبوعيًا، تعمل كبديل مؤقت لوظائف الكلى المتوقفة، وتنقذ حياة المرضى من التسمم الناتج عن تراكم الفضلات في الجسم. توقف هذه الجلسات يعني ببساطة الموت المحقق للمرضى، ولهذا السبب فإن أي ضرر يلحق بمراكز غسيل الكلى، سواء كان ناتجًا عن قصف أو تعطيل أو نقص في الإمدادات، يُعد كارثة إنسانية حقيقية.

ما يضاعف من فداحة الوضع في غزة هو الحصار المستمر الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، والذي يؤدي إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وقيود على حركة المرضى والعاملين في القطاع الصحي. هذا النقص الحاد يجعل من الصعب للغاية توفير الرعاية اللازمة لمرضى الفشل الكلوي حتى في الظروف العادية، فما بالك في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة من قصف وتدمير للبنية التحتية.

تداعيات تدمير وحدة غسيل الكلى

تدمير وحدة غسيل الكلى في مجمع الشفاء يعني حرمان مئات المرضى من حقهم في الحياة. هؤلاء المرضى، الذين يعانون بالفعل من ضعف شديد في صحتهم، يجدون أنفسهم الآن في مواجهة خطر الموت المباشر. لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن تدمير الوحدة يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية في غزة بشكل عام، حيث يضطر الأطباء والممرضون إلى التعامل مع أعداد متزايدة من المرضى في ظل ظروف قاسية ونقص حاد في الموارد.

من التداعيات الأخرى لتدمير الوحدة هو الضغط الهائل على المراكز الطبية الأخرى في غزة، والتي تحاول جاهدة استيعاب المرضى الذين فقدوا مراكزهم الأصلية. هذا الضغط يؤدي إلى تدهور مستوى الرعاية الصحية المقدمة لجميع المرضى، وليس فقط مرضى الفشل الكلوي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات يهدد بتوقف عمل الأجهزة الطبية الحيوية، بما في ذلك أجهزة غسيل الكلى، مما يزيد من خطورة الوضع.

مسؤولية المجتمع الدولي

إن ما يحدث في غزة، وتحديدًا استهداف المرافق الطبية، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية. يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين في غزة، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة.

يتطلب الوضع الحالي تدخلًا فوريًا لوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المفروض عليها، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمرضى والمحتاجين. يجب على المجتمع الدولي أيضًا أن يضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقانون الدولي، والكف عن استهداف المرافق الطبية، والسماح بوصول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق.

صرخة استغاثة

الفيديو المنشور على اليوتيوب ليس مجرد خبر عابر، بل هو صرخة استغاثة من مرضى الفشل الكلوي في غزة، الذين يواجهون خطر الموت بسبب تدمير وحدات غسيل الكلى. هؤلاء المرضى ليسوا مجرد أرقام في إحصائيات، بل هم بشر لهم الحق في الحياة والكرامة والرعاية الصحية. يجب علينا جميعًا أن نرفع أصواتنا للتنديد بهذه الجريمة، والمطالبة بتوفير الحماية لمرضى الفشل الكلوي في غزة، وضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم.

إن تدمير وحدة غسيل الكلى في مجمع الشفاء هو تذكير مؤلم بالثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون في غزة نتيجة للصراع المستمر. يجب علينا أن نعمل جاهدين لوقف هذا الصراع، وإيجاد حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق السلام والأمن في المنطقة.

ختامًا، يجب التأكيد على أن الرعاية الصحية حق أساسي من حقوق الإنسان، ولا يجوز حرمان أي شخص منها بسبب الصراع أو الاحتلال. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية هذا الحق، وضمان حصول جميع المرضى، بمن فيهم مرضى الفشل الكلوي في غزة، على الرعاية الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم. إن الصمت على هذه الجريمة هو تواطؤ معها، ويجب علينا جميعًا أن نرفض الصمت، ونعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام.

المسؤولية الأخلاقية والإنسانية

لا يمكن لأي شخص يمتلك ذرة من الإنسانية أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا المشهد المروع. إن رؤية مرضى الفشل الكلوي، وهم يعانون من الألم واليأس بسبب فقدانهم الأمل في الحصول على جلسات غسيل الكلى المنقذة للحياة، أمر يفطر القلب. هذه ليست مجرد أرقام أو إحصائيات، بل هي أرواح بشرية لها الحق في الحياة والكرامة.

إن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تحتم علينا جميعًا، أفرادًا ومنظمات ومؤسسات دولية، أن نتحرك بشكل عاجل لإنقاذ هؤلاء المرضى. يجب علينا أن نوصل صوتهم إلى العالم، وأن نضغط على جميع الأطراف المعنية لوقف هذه المأساة الإنسانية.

النداء إلى الضمير العالمي

إننا نناشد الضمير العالمي أن يستيقظ، وأن يرى الحقيقة المرة التي يعيشها مرضى الفشل الكلوي في غزة. إنهم ليسوا مجرد ضحايا للصراع، بل هم ضحايا لسياسات القمع والحصار التي تنتهك حقوقهم الأساسية في الحياة والرعاية الصحية.

ندعو جميع المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى تقديم المساعدة العاجلة لمرضى الفشل الكلوي في غزة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم. كما ندعو الدول والمانحين إلى تقديم الدعم المالي للمستشفيات والمراكز الطبية في غزة، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها للمرضى والمحتاجين.

لا بديل عن العمل

لا يكفي أن نعبر عن تعاطفنا وتضامننا مع مرضى الفشل الكلوي في غزة. يجب علينا أن نترجم هذا التعاطف إلى عمل ملموس، وأن نسعى جاهدين لتغيير الواقع المرير الذي يعيشونه.

يجب علينا أن نعمل معًا لرفع الحصار عن غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية إلى القطاع دون عوائق. كما يجب علينا أن نضغط على جميع الأطراف المعنية للامتثال للقانون الدولي الإنساني، والكف عن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية.

إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي في غزة هو واجب إنساني وأخلاقي. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يموت هؤلاء المرضى ببطء بسبب نقص الرعاية الطبية. يجب علينا أن نتحرك الآن لإنقاذ حياتهم، وإعادة الأمل إليهم في مستقبل أفضل.