معنى البر و التقوى و كيف تكون من المتقين و الصادقين من الكتاب البر ليس حركات عبادية بل اعظم من ذلك
معنى البر والتقوى وكيف تكون من المتقين والصادقين: نظرة في ضوء الكتاب والسنة
في خضم الحياة العصرية المليئة بالملهيات والتحديات، يبقى البحث عن المعنى الحقيقي للوجود والسعي نحو الكمال الروحي غاية سامية يسعى إليها كل مسلم. ومن أهم المفاهيم التي تشكل جوهر هذا السعي مفهومي البر والتقوى، وهما مصطلحان غالباً ما يردان معاً في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويشيران إلى أعلى درجات الإيمان والعمل الصالح.
يناقش الفيديو المعنون معنى البر والتقوى وكيف تكون من المتقين والصادقين من الكتاب البر ليس حركات عبادية بل اعظم من ذلك (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=fLZbfaKAHzA) هذا الموضوع بعمق، ويقدم رؤية شاملة حول مفهوم البر والتقوى، وكيف يمكن للمسلم أن يتحلى بهما ليصبح من المتقين والصادقين حقاً.
البر: أوسع من مجرد عبادات
غالباً ما يُختزل مفهوم البر في مجرد أداء بعض العبادات والشعائر الدينية، كالصلاة والصيام والزكاة والحج. ولكن الفيديو يوضح أن البر أوسع وأشمل من ذلك بكثير. إنه يتجاوز مجرد الحركات العبادية الظاهرية ليلامس جوهر القلب ويؤثر في سلوك الإنسان وتعامله مع الآخرين.
البر، كما يُفهم من الآيات القرآنية الكريمة، هو اسم جامع لكل خير، وكل فعل حسن، وكل خلق كريم. إنه يشمل الإيمان بالله ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهد، والصبر في البأساء والضراء وحين البأس. إنه يشمل الإحسان إلى الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. إنه يشمل العدل والإنصاف والصدق والأمانة والإخلاص والتواضع وغيرها من الصفات الحميدة.
البر هو جوهر الدين، وهو ثمرة الإيمان الصادق. إنه ليس مجرد شكل خارجي، بل هو مضمون داخلي يظهر في كل تصرفات الإنسان وأقواله. البر هو أن يكون الإنسان محسناً في عبادته، محسناً في خلقه، محسناً في تعامله مع الآخرين، محسناً في كل ما يفعله.
التقوى: وقاية من عذاب الله
أما التقوى، فهي مشتقة من الوقاية، وتعني اتخاذ الوقاية من عذاب الله وغضبه. والتقوى هي الخوف من الله والخشية منه، ومراقبته في السر والعلن، والعمل بأوامره واجتناب نواهيه.
التقوى هي أساس كل خير، وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة. وهي ليست مجرد شعور بالخوف، بل هي دافع للعمل الصالح والاجتهاد في الطاعة. المتقي هو الذي يحرص على أداء الفرائض واجتناب المحرمات، ويسعى إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، ويراقب الله في كل ما يفعله ويقوله.
التقوى هي أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وقاية، وذلك بفعل الطاعات وترك المعاصي. وهي أن يحرص على أداء حقوق الله وحقوق العباد، وأن يتجنب كل ما يغضب الله ورسوله.
الارتباط الوثيق بين البر والتقوى
غالباً ما يرد مصطلحا البر والتقوى معاً في القرآن الكريم، وذلك لأنهما وجهان لعملة واحدة. البر هو العمل الصالح الظاهر، والتقوى هي الدافع الداخلي الذي يحث على هذا العمل. البر هو الثمرة، والتقوى هي الشجرة التي تنتج هذه الثمرة.
لا يمكن أن يكون هناك بر حقيقي بدون تقوى، ولا يمكن أن تكون هناك تقوى حقيقية بدون بر. فالمتقي هو الذي يسعى إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، والمحسن هو الذي يتحلى بالبر والإحسان في كل ما يفعله.
البر والتقوى هما أساس الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. فالله تعالى يقول: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (الأعراف: 96). ويقول أيضاً: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (الطلاق: 2-3).
كيف تكون من المتقين والصادقين؟
إذا أردت أن تكون من المتقين والصادقين، فعليك أن تسعى إلى تحقيق البر والتقوى في حياتك. وذلك من خلال:
- الإيمان بالله ورسوله: الإيمان هو الأساس الذي يقوم عليه كل عمل صالح. يجب أن يكون إيمانك بالله قوياً راسخاً، وأن تؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم وتتبع سنته.
- إقام الصلاة: الصلاة هي عمود الدين، وهي الصلة المباشرة بين العبد وربه. يجب أن تحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها، وأن تؤديها بخشوع وإخلاص.
- إيتاء الزكاة: الزكاة هي حق معلوم للسائل والمحروم في مال الغني. يجب أن تؤدي الزكاة المفروضة عليك، وأن تتصدق على الفقراء والمساكين.
- صيام رمضان: صيام رمضان هو ركن من أركان الإسلام. يجب أن تصوم رمضان إيماناً واحتساباً، وأن تجتنب فيه كل ما يفسد الصوم.
- حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً: الحج هو فريضة العمر لمن استطاع إليه سبيلاً. يجب أن تحج إلى بيت الله الحرام إذا كنت قادراً على ذلك.
- الإحسان إلى الوالدين: الإحسان إلى الوالدين هو من أعظم الأعمال الصالحة. يجب أن تحسن إلى والديك بالقول والفعل، وأن تطيع أوامرهما ما لم تكن معصية لله.
- صلة الرحم: صلة الرحم هي من الأمور التي حث عليها الإسلام. يجب أن تصل رحمك، وأن تزور أقاربك وتتفقد أحوالهم.
- إطعام المساكين: إطعام المساكين هو من الأعمال التي يحبها الله. يجب أن تطعم المساكين، وأن تساعد المحتاجين.
- كفالة اليتيم: كفالة اليتيم هي من أعظم الأعمال الصالحة. يجب أن تكفل اليتيم، وأن تعتني به وتربيه.
- قضاء حوائج الناس: قضاء حوائج الناس هو من الأعمال التي يثيب الله عليها. يجب أن تقضي حوائج الناس، وأن تساعدهم في حل مشاكلهم.
- الصدق والأمانة: الصدق والأمانة هما من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلم. يجب أن تكون صادقاً في أقوالك وأفعالك، وأن تكون أميناً في تعاملك مع الآخرين.
- العدل والإنصاف: العدل والإنصاف هما من القيم التي حث عليها الإسلام. يجب أن تكون عادلاً ومنصفاً في حكمك على الآخرين، وأن لا تظلم أحداً.
- التواضع واللين: التواضع واللين هما من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلم. يجب أن تكون متواضعاً ليناً في تعاملك مع الآخرين، وأن لا تتكبر عليهم أو تتجاهلهم.
- الصبر والتحمل: الصبر والتحمل هما من الصفات التي يحتاجها المسلم في حياته. يجب أن تكون صبوراً متحملاً، وأن تتحمل المصائب والابتلاءات.
- الاستغفار والتوبة: الاستغفار والتوبة هما من الأمور التي يحبها الله. يجب أن تستغفر الله وتتوب إليه من ذنوبك، وأن تعزم على عدم العودة إليها.
- ذكر الله والدعاء: ذكر الله والدعاء هما من الأمور التي تقرب العبد إلى ربه. يجب أن تذكر الله كثيراً، وأن تدعوه وتتضرع إليه.
- قراءة القرآن وتدبره: قراءة القرآن وتدبره هي من الأمور التي تزيد الإيمان وتقوي الصلة بالله. يجب أن تقرأ القرآن وتتدبر معانيه، وأن تعمل بما فيه.
هذه بعض الأمور التي تساعدك على تحقيق البر والتقوى في حياتك. فاجتهد في فعل الخيرات وترك المنكرات، وراقب الله في كل ما تفعله وتقوله، وكن من المتقين والصادقين حقاً.
ختاماً
إن السعي نحو تحقيق البر والتقوى هو سعي نحو الكمال الروحي والسعادة الأبدية. فاجتهد في هذا السعي، وابذل قصارى جهدك لتكون من المتقين والصادقين، تفز برضا الله وجنته.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة