حلوى زنود ألست من أطيب و أشهر الحلويات خلال رمضان والعيد في العراق مراسلو_سكاي
حلوى زنود الست: رمز رمضاني وعيدي عراقي أصيل
يستحضر شهر رمضان المبارك والعيد ذكريات جميلة وروائح زكية، تتشابك فيها عبق الماضي مع بهجة الحاضر. ومن بين هذه الروائح والنكهات التي تترسخ في الذاكرة، تبرز حلوى زنود الست كرمز عراقي أصيل، تتزين بها الموائد وتدل على كرم الضيافة وحسن الاستقبال. هذا المقال يتناول مكانة هذه الحلوى في الثقافة العراقية، مستلهماً بعض جوانبه من الفيديو المعروض على قناة سكاي نيوز عربية بعنوان حلوى زنود الست من أطيب و أشهر الحلويات خلال رمضان والعيد في العراق مراسلو_سكاي.
زنود الست: حكاية اسم وشكل
اسم زنود الست يثير الفضول ويحمل دلالات جمالية. فالزند هو الجزء الأعلى من الذراع، والست هي المرأة ذات المكانة الرفيعة أو السيدة. التسمية تعكس جمال الشكل الأسطواني للحلوى المحشوة بالقشطة أو المهلبية، والتي تشبه في مظهرها زنود المرأة الرشيقة. هذا الاسم الشعري يضيف إلى الحلوى سحراً خاصاً، ويجعلها محط إعجاب وتقدير.
شكل الحلوى مميز أيضاً. فهي عبارة عن رقائق عجين رقيقة جداً تلف بشكل أسطواني أو حلزوني وتحشى بحشوة كريمية غنية. بعد القلي حتى يصبح لونها ذهبياً مقرمشاً، تغمر الحلوى في القطر (الشيرة) العطري لتكتسب حلاوة إضافية ولمعة براقة. هذا الشكل الجذاب واللون الذهبي اللامع يجعلان زنود الست حلوى لا تقاوم.
مكونات بسيطة، مذاق لا يُنسى
رغم فخامة المظهر والمذاق، إلا أن مكونات زنود الست بسيطة ومتوفرة في معظم البيوت. العجينة تتكون بشكل أساسي من الطحين والماء والزيت والقليل من الملح. أما الحشوة التقليدية فهي القشطة أو المهلبية المصنوعة من الحليب والنشا والسكر وماء الورد أو ماء الزهر. والقطر أو الشيرة تتكون من السكر والماء وعصير الليمون أو حمض الليمون.
سر المذاق الرائع يكمن في جودة المكونات وطريقة التحضير. فالعجينة يجب أن تكون رقيقة جداً حتى تصبح مقرمشة بعد القلي، والحشوة يجب أن تكون كريمية وغنية بالنكهات، والقطر يجب أن يكون كثيفاً بما يكفي لتغليف الحلوى بشكل مثالي دون أن يجعلها طرية جداً.
زنود الست في رمضان والعيد: تقليد عراقي عريق
تكتسب زنود الست مكانة خاصة في شهر رمضان والعيد في العراق. فهي جزء لا يتجزأ من المائدة الرمضانية، وترافق وجبة الإفطار كتحلية لذيذة ومنعشة. كما أنها من الحلويات الأساسية التي تقدم للضيوف في العيد، تعبيراً عن الكرم والضيافة العراقية الأصيلة.
في الفيديو الذي أشير إليه، يظهر كيف تحظى زنود الست بشعبية كبيرة خلال شهر رمضان والعيد في العراق. ويتم عرض طرق تحضيرها المختلفة، بالإضافة إلى آراء الناس حول مذاقها وقيمتها الثقافية. الفيديو يوضح أن هذه الحلوى ليست مجرد طبق حلوى، بل هي جزء من هوية عراقية متجذرة في التاريخ والتراث.
تحضير زنود الست في رمضان والعيد غالباً ما يكون بمثابة احتفال عائلي. تجتمع النساء في المنزل ويتعاونون في إعداد العجينة والحشوة والقلي، وتبادل الأحاديث والضحكات. هذا الجو العائلي يضفي على الحلوى طابعاً خاصاً، ويجعلها أكثر من مجرد طعام.
تنوع الوصفات وتطورها عبر الزمن
على الرغم من أن الوصفة التقليدية لزنود الست بسيطة ومباشرة، إلا أن هناك العديد من الاختلافات والتعديلات التي ظهرت عبر الزمن. بعض الوصفات تستخدم عجينة الكلاج الجاهزة لتوفير الوقت والجهد، بينما وصفات أخرى تضيف مكونات إضافية إلى الحشوة مثل الفستق الحلبي أو ماء الورد أو القرفة. هناك أيضاً وصفات تستخدم طرقاً مختلفة للقلي، مثل القلي العميق أو القلي في المقلاة الهوائية.
هذا التنوع يعكس الإبداع والتجديد في المطبخ العراقي، ويحافظ على مكانة زنود الست كحلوى محبوبة ومواكبة للعصر. فكل عائلة تضيف لمستها الخاصة إلى الوصفة، وتورثها للأجيال القادمة.
زنود الست: أكثر من مجرد حلوى
زنود الست ليست مجرد حلوى لذيذة، بل هي رمز للثقافة والتراث العراقي. فهي جزء من الذكريات الجميلة التي تربط الناس بوطنهم وأجدادهم. وهي تعبر عن الكرم والضيافة وحسن الاستقبال، وهي قيم أساسية في المجتمع العراقي.
في زمن العولمة والتطور السريع، من المهم الحفاظ على هذه التقاليد والعادات التي تميزنا وتعبر عن هويتنا. فزنود الست ليست مجرد طبق حلوى، بل هي جزء من ذاكرة جماعية يجب أن ننقلها للأجيال القادمة.
الفيديو الذي ذكرناه يسلط الضوء على أهمية هذه الحلوى في الثقافة العراقية، ويذكرنا بأن الطعام ليس مجرد وسيلة لإشباع الجوع، بل هو أيضاً وسيلة للتعبير عن الحب والتقدير والانتماء.
ختاماً
تبقى زنود الست حلوى عراقية أصيلة، تتربع على عرش الحلويات الشرقية، وتزين موائدنا في رمضان والعيد. إنها رمز للجمال والكرم والضيافة، وقصة نجاح تتوارثها الأجيال. فلنحافظ على هذا التراث الغني، ولنستمتع بمذاق هذه الحلوى الرائعة، ولنشاركها مع أحبائنا، لتبقى زنود الست جزءاً من ذاكرتنا وهويتنا العراقية.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة