مروان قبلان جبهة حلفاء النظام السوري ضعفت بشكل كبير على الأرض في الآونة الأخيرة
تحليل فيديو مروان قبلان: ضعف جبهة حلفاء النظام السوري في الآونة الأخيرة
يعرض فيديو اليوتيوب المعنون مروان قبلان: جبهة حلفاء النظام السوري ضعفت بشكل كبير على الأرض في الآونة الأخيرة للمحلل السياسي مروان قبلان، تحليلاً معمقاً للوضع الميداني في سوريا، مع التركيز بشكل خاص على تراجع نفوذ وتأثير حلفاء النظام السوري، وخاصةً على الأرض. الفيديو، المتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=ZSPNXyCXK18، يقدم رؤية شاملة للعوامل التي ساهمت في هذا التراجع، ويستشرف الآثار المحتملة على مستقبل الصراع السوري.
يبدأ قبلان تحليله بالتأكيد على أن الصورة التي كانت سائدة لسنوات، والتي تصور النظام السوري كطرف قوي مدعوم بقوة من حلفائه، بدأت تتغير بشكل ملحوظ. ويشير إلى أن الدعم الذي كان يقدمه هؤلاء الحلفاء، وعلى رأسهم روسيا وإيران، لم يعد بنفس الزخم والقوة التي كان عليها في السابق. ويعزو ذلك إلى عدة عوامل مترابطة.
أولاً: التغيرات في الأولويات الإقليمية والدولية: يؤكد قبلان أن روسيا، المنخرطة بشكل كبير في حربها في أوكرانيا، أصبحت أقل قدرة على تخصيص موارد كبيرة لدعم النظام السوري بنفس المستوى السابق. الأولويات الروسية تحولت نحو أوكرانيا، وتكاليف الحرب هناك تستنزف مواردها الاقتصادية والعسكرية. هذا الانشغال الروسي انعكس بشكل مباشر على قدرة النظام السوري على الاعتماد على الدعم الروسي في استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، أو في الحفاظ على الاستقرار الأمني في المناطق التي يسيطر عليها.
ثانياً: الضغوط الاقتصادية على إيران: يوضح قبلان أن إيران، هي الأخرى، تعاني من ضغوط اقتصادية متزايدة نتيجة للعقوبات الدولية. هذه العقوبات تحد من قدرتها على تصدير النفط، وهو المصدر الرئيسي للدخل القومي الإيراني. وبالتالي، فإن قدرة إيران على تقديم الدعم المالي والعسكري للنظام السوري قد تضاءلت بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تواجه إيران تحديات داخلية متزايدة، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية المتكررة، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية ويقلل من قدرتها على التركيز على دعم حلفائها في الخارج.
ثالثاً: تنامي النفوذ التركي: يشير قبلان إلى أن تركيا، من خلال دعمها للفصائل المعارضة في شمال سوريا، تلعب دوراً متزايد الأهمية في تحديد موازين القوى على الأرض. الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، والتعاون مع الفصائل السورية المدعومة من تركيا، يمنع النظام السوري من استعادة السيطرة على هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، تمارس تركيا ضغوطاً دبلوماسية واقتصادية على النظام السوري، مما يزيد من عزلة النظام ويقلل من قدرته على المناورة.
رابعاً: استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني: يوضح قبلان أن النظام السوري، على الرغم من استعادته السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لا يزال يعاني من حالة عدم استقرار أمني مزمنة. تنتشر الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في مناطق مختلفة من البلاد، وتشن هجمات متفرقة تستهدف قوات النظام وحلفائه. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر الفصائل المعارضة في مناطق مختلفة، وتشن هجمات ضد قوات النظام. هذه الهجمات المستمرة تستنزف موارد النظام وتعيق جهوده لتحقيق الاستقرار في البلاد.
خامساً: التدهور الاقتصادي والمعيشي: يؤكد قبلان أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا تتفاقم بشكل مستمر. ارتفاع الأسعار، ونقص السلع الأساسية، وارتفاع معدلات البطالة، كلها عوامل تؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسوريين. هذا التدهور الاقتصادي يؤدي إلى زيادة حالة الغضب والإحباط بين السكان، ويزيد من احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية جديدة ضد النظام. النظام السوري يفتقر إلى الموارد اللازمة لمعالجة هذه الأزمة الاقتصادية، ويعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، والتي غالباً ما تكون غير كافية.
سادساً: الفساد المستشري: يشير قبلان إلى أن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة السورية يمثل عقبة كبيرة أمام تحقيق الاستقرار والتنمية. الفساد يؤدي إلى هدر الموارد العامة، ويقلل من كفاءة المؤسسات الحكومية، ويزيد من حالة الغضب والإحباط بين السكان. النظام السوري لم يتمكن من معالجة مشكلة الفساد بشكل فعال، بل إن الفساد قد تفاقم في ظل الأزمة الحالية.
تأثير هذا الضعف على مستقبل سوريا: يرى قبلان أن هذا الضعف المتزايد في جبهة حلفاء النظام السوري له آثار كبيرة على مستقبل الصراع السوري. أولاً، يزيد من احتمالات استمرار حالة عدم الاستقرار والعنف في البلاد. النظام السوري، مع تضاؤل الدعم من حلفائه، قد يجد صعوبة متزايدة في الحفاظ على السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها، وقد يشهد المزيد من الهجمات من قبل الفصائل المعارضة والخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش.
ثانياً، يزيد من احتمالات تقسيم سوريا. الفصائل المعارضة، المدعومة من تركيا، تسيطر على مناطق واسعة في شمال سوريا، ولا يبدو أن النظام السوري قادر على استعادة السيطرة على هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، ولا يبدو أن النظام السوري قادر على إخراج هذه القوات من هذه المناطق. هذا الوضع قد يؤدي إلى تقسيم سوريا بحكم الأمر الواقع، حيث تسيطر أطراف مختلفة على مناطق مختلفة من البلاد.
ثالثاً، يزيد من احتمالات التدخل الأجنبي في سوريا. تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا، وتضاؤل قدرة النظام السوري على الحفاظ على الاستقرار، قد يدفع قوى إقليمية ودولية إلى التدخل بشكل أكبر في سوريا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويؤدي إلى تفاقم الصراع.
الخلاصة: يختتم مروان قبلان تحليله بالتأكيد على أن الوضع في سوريا معقد ومتغير، وأن مستقبل الصراع السوري لا يزال غير واضح. تراجع نفوذ وتأثير حلفاء النظام السوري يمثل تطوراً مهماً، قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في موازين القوى على الأرض. ومع ذلك، فإن هذا التراجع لا يعني بالضرورة نهاية الصراع السوري، بل قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع، تتميز بمزيد من عدم الاستقرار والعنف والتدخل الأجنبي. يتطلب التعامل مع هذا الوضع المعقد رؤية شاملة واستراتيجية متوازنة، تأخذ في الاعتبار جميع الأطراف المعنية ومصالحها.
مقالات مرتبطة