Now

نتنياهو متشبث بالقضاء على حماس رغم عدم تحقيق أهداف العملية العسكرية على القطاع

نتنياهو متشبث بالقضاء على حماس رغم عدم تحقيق أهداف العملية العسكرية على القطاع: تحليل معمق

الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان نتنياهو متشبث بالقضاء على حماس رغم عدم تحقيق أهداف العملية العسكرية على القطاع يثير تساؤلات جوهرية حول استراتيجية إسرائيل الحالية في غزة، ومدى واقعية الأهداف المعلنة، والتداعيات المحتملة على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا المقال يهدف إلى تحليل معمق للموضوع، مع الأخذ في الاعتبار السياق السياسي والعسكري والإنساني المعقد.

الأهداف المعلنة والواقع الميداني

منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، أن الهدف الرئيسي هو القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والإدارية. هذا الهدف، الذي رددته القيادة الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا، يواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع. فبعد مرور أشهر من العمليات العسكرية المكثفة، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق هذا الهدف بشكل كامل. فبينما تمكن من إلحاق أضرار كبيرة ببنية حماس التحتية، وتصفية عدد من قادتها وعناصرها، إلا أن الحركة لا تزال قادرة على شن هجمات صاروخية، وتنفيذ عمليات مقاومة ضد القوات الإسرائيلية.

يشير الفيديو المشار إليه، وكثير من التحليلات الأخرى، إلى أن القضاء على حماس هو هدف طموح للغاية، إن لم يكن مستحيلاً تحقيقه بالكامل. فالحركة ليست مجرد تنظيم عسكري، بل هي حركة سياسية واجتماعية متجذرة في المجتمع الفلسطيني في غزة. إن فكرة القضاء على فكر أو حركة سياسية بالقوة العسكرية هي فكرة محفوفة بالمخاطر وغير قابلة للتطبيق على المدى الطويل. التاريخ يشهد على فشل محاولات مماثلة في مناطق صراع أخرى حول العالم.

دوافع التشبث بالهدف

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يصر نتنياهو على التشبث بهذا الهدف الطموح، على الرغم من المؤشرات الواضحة على صعوبة تحقيقه؟ هناك عدة تفسيرات محتملة:

  • الضغط السياسي الداخلي: يواجه نتنياهو ضغوطًا هائلة من اليمين المتطرف في حكومته، ومن الرأي العام الإسرائيلي المطالب برد حاسم على هجمات حماس. التبني العلني لهدف القضاء على حماس يخدم كخطاب حماسي يهدف إلى توحيد القاعدة الشعبية اليمينية وتهدئة الغضب العام.
  • شرعنة العملية العسكرية: إن تبني هدف استئصالي مثل القضاء على حماس يسمح للحكومة الإسرائيلية بتبرير العمليات العسكرية المكثفة، حتى تلك التي تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين. يعمل هذا الهدف كغطاء سياسي يسمح للحكومة بالاستمرار في العمليات العسكرية دون مواجهة انتقادات دولية حادة.
  • الحسابات الشخصية: يرى البعض أن نتنياهو يربط بقاءه السياسي بتحقيق نصر حاسم في غزة. ففي ظل التحديات السياسية والقانونية التي يواجهها، قد يعتبر تحقيق القضاء على حماس بمثابة إنقاذ لمسيرته السياسية.
  • غياب بدائل واقعية: قد يكون التشبث بهذا الهدف نابعًا من غياب رؤية واضحة لبدائل واقعية للوضع الحالي. فالحكومة الإسرائيلية قد لا ترى بديلاً آخر سوى الاستمرار في الضغط العسكري على حماس، حتى لو كان ذلك دون تحقيق الهدف المعلن.

التداعيات المحتملة

إن الإصرار على هدف القضاء على حماس له تداعيات خطيرة على عدة مستويات:

  • استمرار الصراع: قد يؤدي هذا الإصرار إلى إطالة أمد الصراع، وتأجيج العنف، وزيادة المعاناة الإنسانية في غزة. فطالما أن الهدف المعلن هو القضاء على حماس، فمن غير المرجح أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق سلام دائم.
  • تفاقم الأزمة الإنسانية: العمليات العسكرية المكثفة تؤدي إلى تدمير البنية التحتية، ونزوح السكان، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. إن استمرار هذه العمليات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وجعل الحياة لا تطاق بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
  • تأجيج التطرف: إن استمرار الصراع والمعاناة الإنسانية قد يؤدي إلى تأجيج التطرف والعنف في المنطقة. فاليأس والإحباط قد يدفعان المزيد من الشباب الفلسطيني إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
  • تدهور صورة إسرائيل دوليًا: العمليات العسكرية الإسرائيلية، وما يصاحبها من خسائر في صفوف المدنيين، تؤدي إلى تدهور صورة إسرائيل دوليًا. فالكثير من الدول والمنظمات الدولية تدين بشدة استخدام إسرائيل للقوة المفرطة، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

بدائل محتملة

بدلاً من التشبث بهدف القضاء على حماس، يجب على إسرائيل أن تبحث عن بدائل واقعية للوضع الحالي. من بين هذه البدائل:

  • التفاوض مع حماس: على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن التفاوض مع حماس قد يكون السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دائم للصراع. يجب على إسرائيل أن تعترف بحماس كطرف سياسي، وأن تكون مستعدة للتفاوض معها بشأن شروط وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة.
  • التركيز على الأمن الإقليمي: بدلاً من التركيز على القضاء على حماس، يجب على إسرائيل أن تركز على تعزيز الأمن الإقليمي، من خلال التعاون مع الدول العربية المجاورة. يمكن لإسرائيل أن تعمل مع مصر والأردن ودول أخرى لتحسين الأمن على الحدود، ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة.
  • دعم التنمية الاقتصادية في غزة: يمكن لإسرائيل أن تلعب دورًا هامًا في دعم التنمية الاقتصادية في غزة، من خلال السماح بدخول البضائع والمواد الخام، وتسهيل حركة الأشخاص. إن تحسين الظروف الاقتصادية في غزة قد يساعد في تقليل التوتر والعنف.
  • العمل على حل سياسي شامل: يجب على إسرائيل أن تعمل على التوصل إلى حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال التفاوض مع السلطة الفلسطينية على حل الدولتين. إن تحقيق السلام الدائم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وليس فقط التركيز على الجوانب الأمنية.

خلاصة

إن إصرار نتنياهو على هدف القضاء على حماس هو هدف طموح وغير واقعي، وله تداعيات خطيرة على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب على إسرائيل أن تبحث عن بدائل واقعية للوضع الحالي، من خلال التفاوض مع حماس، وتعزيز الأمن الإقليمي، ودعم التنمية الاقتصادية في غزة، والعمل على حل سياسي شامل. إن تحقيق السلام الدائم يتطلب رؤية جديدة وشجاعة سياسية، والاعتراف بأن الحل العسكري ليس هو الحل الوحيد.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا