Now

أسرار القضاء والقدر هل الإنسان مسير أم مخير وحل مشكلة وجود الشر الإلحادية

أسرار القضاء والقدر: هل الإنسان مسير أم مخير؟ وحل مشكلة وجود الشر الإلحادية

يُعدّ موضوع القضاء والقدر من أعقد المسائل الفلسفية والدينية التي شغلت العقول على مر العصور. يتساءل الإنسان باستمرار: هل أفعالي مُقدَّرة ومكتوبة سلفًا، أم أنني حرٌّ في اختياراتي ومسؤول عن نتائجها؟ وما علاقة ذلك بوجود الشر والألم في العالم؟ كيف يمكن التوفيق بين عدالة الله المطلقة، وقدرته الشاملة، ووجود المعاناة التي لا تُحصى؟ هذا المقال، مستلهماً من الفيديو المنشور على اليوتيوب بعنوان أسرار القضاء والقدر هل الإنسان مسير أم مخير وحل مشكلة وجود الشر الإلحادية، يسعى إلى استكشاف هذه التساؤلات المعقدة وتقديم رؤية متوازنة، مع التركيز على الجوانب الفلسفية واللاهوتية والإيمانية.

القضاء والقدر: تعريف ومفاهيم أساسية

القضاء والقدر مصطلحان إسلاميان مترابطان. القضاء هو علم الله الشامل والمحيط بكل شيء، الماضي والحاضر والمستقبل، الظاهر والباطن. بعبارة أخرى، هو علم الله الأزلي بكل ما سيحدث في الكون. أما القدر فهو تحقيق هذا العلم في الواقع. بمعنى آخر، هو تنفيذ مشيئة الله وقدرته في الوجود. الاعتقاد بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان في الإسلام، ويجب الإيمان به على الوجه الصحيح دون غلو أو تقصير.

يكمن التعقيد في فهم كيفية الجمع بين هذا العلم الأزلي الشامل وبين حرية الإنسان ومسؤوليته. فإذا كان الله يعلم مسبقًا كل ما سأفعله، فهل هذا يعني أنني مجبر على فعل ما يعلمه الله؟ وهل هذا يلغي مسؤوليتي عن أفعالي؟ هذه هي المعضلة التي حاولت الفلسفات واللاهوتيات المختلفة الإجابة عليها.

الإنسان بين التسيير والتخيير: مقاربات مختلفة

تباينت الآراء حول هذه المسألة بين مذاهب ومدارس فكرية مختلفة. يمكن تلخيص أبرز هذه المقاربات فيما يلي:

  • الجبرية: ترى أن الإنسان مُسيَّر بالكامل، وأنه لا يملك أي قدرة على الاختيار أو التأثير في أفعاله. فكل شيء مُقدَّر ومكتوب سلفًا، والإنسان مجرد أداة لتنفيذ هذا القدر. هذه النظرة تلغي مسؤولية الإنسان وتجعله كالمُحرَّك الذي لا يملك إرادة ذاتية.
  • القدرية: في المقابل، ترى أن الإنسان حرٌّ تمامًا في اختياراته، وأن الله لا يعلم أفعاله إلا بعد وقوعها. وهذا يعني أن الله ليس لديه علم أزلي شامل، وهذا يتنافى مع صفة العلم المطلق لله.
  • الموقف الوسط (أهل السنة والجماعة): وهو الموقف الذي يجمع بين الإيمان بالقضاء والقدر وبين حرية الإنسان ومسؤوليته. يرى أهل السنة والجماعة أن الله يعلم أفعال الإنسان مسبقًا، ولكن هذا العلم لا يجبر الإنسان على فعل هذه الأفعال. فالإنسان يملك إرادة حرة وقدرة على الاختيار، وهو مسؤول عن أفعاله التي اختارها بإرادته. بمعنى آخر، الله يعلم أنك ستختار هذا الفعل، ولكنه لم يجبرك عليه.

إن فهم هذه النقطة الأخيرة هو مفتاح حل الإشكال. علم الله ليس سبباً في فعلك، بل هو علم بما ستفعله باختيارك. تخيّل أنك تشاهد مباراة كرة قدم مسجلة. أنت تعلم نتيجة المباراة مسبقاً، ولكن هذا العلم لا يعني أنك أجبرت اللاعبين على تسجيل الأهداف أو ارتكاب الأخطاء. بنفس الطريقة، علم الله بالأحداث المستقبلية لا يعني أنه أجبرنا على فعلها.

مشكلة وجود الشر: تحدٍّ إلحادي وردود إيمانية

تُعدّ مشكلة وجود الشر من أبرز الاعتراضات التي يطرحها الملحدون على وجود الله. إذا كان الله موجودًا، وهو رحيم وقدير، فلماذا يسمح بوجود الشر والألم والمعاناة في العالم؟ لماذا يسمح بحدوث الكوارث الطبيعية، والأمراض الفتاكة، والحروب المدمرة، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟ هذه الأسئلة تثير شكوكًا عميقة في عدالة الله ورحمته.

هناك عدة ردود إيمانية على هذه المشكلة، يمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

  • الابتلاء والاختبار: يرى المؤمنون أن الله يبتلي عباده بالخير والشر ليختبرهم، وليعلم صدق إيمانهم وصبرهم. فالابتلاءات هي فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، وللتزكية والتطهر من الذنوب. وقد يكون الابتلاء رفعة في الدرجات ومضاعفة في الأجور.
  • الحكمة الإلهية: يرى المؤمنون أن الله حكيم عليم، وأن له حكمة بالغة في كل ما يقدره ويقضيه. قد لا ندرك هذه الحكمة في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يعني أنها غير موجودة. فقد يكون في الشر الظاهر خير باطن لا نراه، وقد يكون في الألم والمعاناة دروس وعبر لا نتعلمها إلا من خلال التجربة.
  • الجزاء العادل: يرى المؤمنون أن الحياة الدنيا ليست هي النهاية، وأن هناك حياة أخرى بعد الموت، سيجازي فيها الله كل إنسان بما يستحقه. فالظالم سينال جزاء ظلمه، والمظلوم سينال حقه كاملاً. وهذا الجزاء العادل هو الذي يحقق العدالة المطلقة التي نطمح إليها.
  • حرية الاختيار: يرى المؤمنون أن جزءًا كبيرًا من الشر الموجود في العالم هو ناتج عن سوء اختيار الإنسان. فالإنسان يملك حرية الاختيار، ولكنه مسؤول عن نتائج اختياراته. فالحروب والظلم والاستغلال هي أمثلة على الشر الذي يفعله الإنسان باختياره.
  • الغاية الأسمى: يرى المؤمنون أن الله خلق هذا العالم لغاية أسمى، وهي تحقيق العبودية لله والتوحيد الخالص له. فالابتلاءات والآلام هي جزء من هذه الغاية، وهي تساعد الإنسان على التوجه إلى الله والتعلق به. كما أن وجود الشر يجعل الخير أكثر قيمة وأكثر وضوحًا.

لا شك أن هذه الردود لا تقدم إجابات نهائية وشافية لكل التساؤلات حول مشكلة الشر. ولكنها تقدم منظورًا إيمانيًا يساعد على فهم هذه المشكلة والتعامل معها بشكل أفضل. إن الإيمان بالله والتوكل عليه والصبر على الابتلاءات هي مفاتيح التغلب على الألم والمعاناة، وتحويل الشر إلى خير.

خلاصة

إن موضوع القضاء والقدر من أعقد المسائل الفلسفية والدينية. والتوفيق بين الإيمان بالقضاء والقدر وبين حرية الإنسان ومسؤوليته هو تحدٍّ كبير. ولكن، من خلال فهم صحيح للقضاء والقدر، والإيمان بأن الله حكيم عليم، والتوكل عليه في كل الأمور، يمكن للإنسان أن يتغلب على هذه التحديات وأن يعيش حياة طيبة مطمئنة. كما أن مشكلة وجود الشر هي من أبرز الاعتراضات التي يطرحها الملحدون على وجود الله. ولكن من خلال فهم الردود الإيمانية على هذه المشكلة، يمكن للمؤمن أن يجد السلام والاطمئنان في قلبه، وأن يواجه تحديات الحياة بثبات وإيمان.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله