كاميرا الجزيرة ترصد اضطرار عائلات فلسطينية بدفن ذويها بساحات مستشفى ناصر الطبي في خان يونس

في مشهد يدمي القلوب، وثقت كاميرا قناة الجزيرة معاناة العائلات الفلسطينية في خان يونس، حيث اضطرت لدفن موتاها في ساحات مستشفى ناصر الطبي، وذلك نتيجة للظروف المأساوية التي يمر بها قطاع غزة، واستمرار القصف الإسرائيلي وصعوبة الوصول إلى المقابر التقليدية.

يظهر الفيديو الذي نشرته الجزيرة، والذي يمكن مشاهدته عبر الرابط [رابط الفيديو: تم حذفه لعدم التضمين]، مشاهد مؤثرة لعائلات تحفر قبورًا بسيطة لذويها داخل حرم المستشفى، في ظل غياب أدنى مقومات الدفن الكريم. ويعكس هذا الوضع المتردي حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، والذين يواجهون الموت والمرض والجوع في آن واحد.

يؤكد شهود عيان في الفيديو أن القصف المستمر والاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، تجعل من المستحيل الوصول إلى المقابر المخصصة، مما دفعهم إلى دفن موتاهم في أقرب مكان آمن نسبيًا، وهو ساحات المستشفى. كما يشتكي الأهالي من نقص الإمكانيات والموارد اللازمة لعملية الدفن، حيث يضطرون لاستخدام أدوات بسيطة لحفر القبور وتوديع أحبائهم في ظروف قاسية وغير إنسانية.

إن دفن الموتى في ساحات المستشفى، ليس فقط انتهاكًا لحرمة الموتى، بل هو أيضًا دليل قاطع على انهيار المنظومة الصحية والخدمات الأساسية في قطاع غزة، وفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة. ويستدعي هذا الوضع المأساوي تحركًا عاجلًا من قبل المنظمات الدولية والحقوقية، لوقف العدوان الإسرائيلي وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.

إن مشاهد الدفن في ساحات مستشفى ناصر، هي صرخة مدوية للعالم، تدعو إلى التدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووضع حد لمعاناة شعب بأكمله، يعيش تحت وطأة الحصار والقصف والتجاهل.