الشرك هو ان تتبع حكم بشرى مع حكم الله وكتب البشر اتباعها كفر بآيات الله وشرك بالله إعرف الموضوع
تحليل ونقد لمحتوى فيديو الشرك هو أن تتبع حكم بشري مع حكم الله وكتب البشر اتباعها كفر بآيات الله وشرك بالله إعرف الموضوع
يثير مقطع الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان الشرك هو أن تتبع حكم بشري مع حكم الله وكتب البشر اتباعها كفر بآيات الله وشرك بالله إعرف الموضوع تساؤلات جوهرية حول مفهوم الشرك، وعلاقته بالتشريع، واتباع القوانين الوضعية، وكذلك التعامل مع المصادر الفقهية والعلمية غير القرآن الكريم والسنة النبوية. يتطلب التعامل مع هذا الموضوع حساسية بالغة، ودقة في فهم النصوص الشرعية، والتمييز بين الحقائق الشرعية والأهواء الشخصية.
مفهوم الشرك في الإسلام:
الشرك في الإسلام هو أعظم الذنوب، وهو أن يجعل لله شريكاً في الألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات أو العبادة. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء: 48). والشرك أنواع، منها الشرك الأكبر المخرج من الملة، والشرك الأصغر الذي لا يخرج من الملة ولكنه يُنقص الإيمان.
الشرك في التشريع:
يُعتبر التشريع حقاً خالصاً لله تعالى، ولا يجوز لأحد أن يُنازع الله في هذا الحق. قال تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (يوسف: 40). لكن فهم هذه الآية لا يعني رفض كل أنواع التشريع البشري. فالتشريع البشري المنضبط بضوابط الشريعة الإسلامية، والذي يهدف إلى تنظيم الحياة وتطبيق العدل، ليس شركاً. فالقوانين الوضعية التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، والتي تستند إلى مبادئ العدل والمساواة، هي جائزة بل ومطلوبة لتسيير شؤون الحياة.
اتباع القوانين الوضعية:
القول بأن اتباع القوانين الوضعية مطلقاً هو شرك بالله هو قول فيه مغالطة كبيرة. فالقوانين الوضعية التي تنظم المرور، والتجارة، والعلاقات الاجتماعية، طالما أنها لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، فإتباعها ليس شركاً. بل إن الالتزام بها يدخل في باب الالتزام بالنظام العام الذي يحقق المصلحة العامة للمجتمع. أما إذا تعارضت القوانين الوضعية مع الشريعة الإسلامية، فلا يجوز للمسلم أن يطيعها في هذا التعارض، بل عليه أن يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية. لكن هذا لا يعني تكفير كل من يلتزم بتلك القوانين، بل يجب التفريق بين من يلتزم بها عن قناعة بأنها أصلح من الشريعة الإسلامية، وبين من يلتزم بها مضطراً أو جاهلاً بأحكام الشريعة الإسلامية.
التعامل مع كتب الفقه والتفسير:
القول بأن كتب الفقه والتفسير هي كتب كفر وشرك، وأن اتباعها هو كفر بآيات الله وشرك بالله، هو قول خطير جداً. فكتب الفقه والتفسير هي نتاج جهود علماء الأمة عبر العصور، وهي تهدف إلى فهم وتفسير نصوص القرآن والسنة النبوية، وتطبيقها على واقع الحياة. لا شك أن هذه الكتب ليست معصومة، وأنها قد تحتوي على أخطاء أو آراء تخالف الصواب، ولكن هذا لا يعني أن نرفضها جملة وتفصيلاً. بل يجب علينا أن نتعامل معها بعقلانية وتدبر، وأن نميز بين الصحيح والسقيم، وأن نأخذ منها ما وافق الكتاب والسنة، وأن نترك ما خالفهما. إن رفض هذه الكتب يعني رفض تراث الأمة الفقهي والعلمي، وحرمان أنفسنا من كنوز المعرفة التي جمعها العلماء عبر العصور.
مخاطر التفسير الخاطئ للنصوص الشرعية:
من أخطر الأمور في هذا الموضوع هو التفسير الخاطئ للنصوص الشرعية، وتطبيقها على غير وجهها. فالنصوص الشرعية يجب أن تُفهم في سياقها التاريخي واللغوي، وأن تُجمع الأدلة من القرآن والسنة لفهم المعنى المراد. أما تفسير النصوص الشرعية بناءً على الأهواء الشخصية أو الأفكار المسبقة، فهو أمر خطير يؤدي إلى الضلال والانحراف. ولهذا يجب علينا أن نرجع إلى أهل العلم والاختصاص لفهم النصوص الشرعية، وأن نبتعد عن التفسيرات المتطرفة التي تؤدي إلى التكفير والتطرف.
الحاجة إلى الفهم الصحيح للإسلام:
في الختام، يجب التأكيد على أهمية الفهم الصحيح للإسلام، والابتعاد عن الغلو والتطرف. فالإسلام دين يسر لا عسر، ودين وسطية واعتدال. يجب علينا أن نتمسك بأحكام الشريعة الإسلامية، وأن نلتزم بها في جميع جوانب حياتنا، ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نتعامل مع الآخرين بالتسامح والرحمة، وأن نحترم آراءهم ومعتقداتهم. إن نشر الفهم الصحيح للإسلام هو أفضل وسيلة لمواجهة التطرف والإرهاب، وبناء مجتمع مسلم قوي ومزدهر.
ملحوظة: هذا المقال هو تحليل ونقد لمحتوى الفيديو المذكور، ولا يهدف إلى تكفير أي شخص أو جماعة. وإنما يهدف إلى بيان الحقائق الشرعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة