Now

في الفتنة سقطوا حتى المشايخ

في الفتنة سقطوا حتى المشايخ: تحليل وتقييم

يشكل الفيديو المعنون في الفتنة سقطوا حتى المشايخ والمنشور على اليوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=_ESK3hxExU0) مادة دسمة للتحليل والنقاش. فهو يطرح قضية حساسة ومهمة تتعلق بموقف العلماء والمشايخ من الفتن والاضطرابات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية. اسم الفيديو نفسه استفزازي، ويدعو إلى التفكير مليًا في الدور الذي يلعبه هؤلاء القادة الدينيون في توجيه الرأي العام، وفي قدرتهم على الحفاظ على الحياد والموضوعية في خضم الأحداث المتسارعة.

إن مفهوم الفتنة في السياق الإسلامي يحمل دلالات واسعة، تتجاوز مجرد الخلافات السياسية أو الاجتماعية. فهي تشمل كل ما يعكر صفو المجتمع، ويؤدي إلى الفرقة والنزاع، ويضعف الأمة ويشتت قوتها. والفتنة، كما ورد في النصوص الشرعية، أشد من القتل، لأنها تهدد الأمن والاستقرار، وتفتح الأبواب أمام الفوضى والعنف.

السؤال الذي يطرحه الفيديو، وإن لم يكن بشكل مباشر، هو: هل المشايخ معصومون من الخطأ؟ وهل هم بمنأى عن التأثر بالظروف المحيطة بهم، وبالضغوط التي تمارس عليهم؟ وهل يمتلكون الأدوات اللازمة لتحليل الأحداث وتقييمها بشكل صحيح، واتخاذ المواقف المناسبة التي تخدم مصلحة الأمة؟

من الطبيعي أن يكون للمشايخ آراء ومواقف متباينة في القضايا المختلفة. وهذا الاختلاف في الرأي هو سنة كونية، وهو موجود في كل المجتمعات، وفي كل العصور. ولكن المشكلة تكمن في تحول هذا الاختلاف إلى خلاف حاد، يصل إلى حد التنابز بالألقاب والتخوين والتشهير، وهو ما يساهم في تأجيج نار الفتنة، وتعميق الانقسام في صفوف الأمة.

إن سقوط بعض المشايخ في الفتنة لا يعني بالضرورة أنهم أصحاب نوايا سيئة أو أنهم يسعون إلى إثارة الفوضى. قد يكون الدافع وراء ذلك هو الاجتهاد الخاطئ، أو سوء التقدير، أو التأثر بالتحيزات الشخصية أو الطائفية أو السياسية. وقد يكون السبب هو الضغوط التي تمارس عليهم من قبل السلطات أو الجماعات المتنفذة، والتي تسعى إلى توظيفهم لخدمة مصالحها الخاصة.

ولكن بغض النظر عن الأسباب والدوافع، فإن سقوط الشيخ في الفتنة له آثار سلبية وخيمة على المجتمع. فالشيخ هو قدوة للناس، وهو مرجعهم في الأمور الدينية والدنيوية. وعندما يرى الناس شيخهم يتخذ موقفًا متطرفًا أو متحيزًا، فإنهم قد يتبعونه دون تفكير، مما يؤدي إلى انتشار الفتنة وتفاقمها.

إن المسؤولية الملقاة على عاتق المشايخ في أوقات الفتن هي مسؤولية عظيمة. فعليهم أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والحكمة والتبصر، وأن يتحلوا بالصبر والأناة، وأن يتجنبوا الانجرار وراء العواطف والانفعالات. وعليهم أن يتذكروا دائمًا أن مهمتهم الأساسية هي الحفاظ على وحدة الأمة، وحماية المجتمع من الفتن والاضطرابات.

ولكي يتمكن المشايخ من القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، فإنهم بحاجة إلى امتلاك الأدوات اللازمة لتحليل الأحداث وتقييمها بشكل صحيح. وهذا يتطلب منهم الاطلاع على مختلف الآراء والاتجاهات، والتواصل مع العلماء والمفكرين من مختلف الخلفيات، والاستماع إلى صوت العقل والحكمة. كما يتطلب منهم التحرر من التحيزات الشخصية والطائفية والسياسية، والتركيز على مصلحة الأمة العليا.

إن على المشايخ أن يكونوا قدوة حسنة للشباب، وأن يعلموهم كيفية التعامل مع الخلافات والاختلافات بروح التسامح والاحترام المتبادل. وعليهم أن يشجعوهم على التفكير النقدي، وعلى عدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة. وعليهم أن يزرعوا فيهم قيم المواطنة الصالحة، وحب الوطن، والحرص على وحدته واستقراره.

إن سقوط بعض المشايخ في الفتنة لا يعني أننا يجب أن نعمم الحكم على جميع المشايخ. ففي كل مجتمع هناك الصالح والطالح، وهناك المخلص والمدعي. وعلينا أن نحسن الظن بالعلماء الربانيين الذين يسعون إلى خدمة الأمة، والذين يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على وحدتها واستقرارها.

إن الفيديو في الفتنة سقطوا حتى المشايخ يثير أسئلة مهمة ومحورية حول دور العلماء في أوقات الفتن. وهو يدعونا إلى التفكير مليًا في هذا الدور، وإلى تقييم أدائهم بشكل موضوعي ونزيه. وهو أيضًا تذكير لنا جميعًا، بأن المسؤولية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، في الحفاظ على وحدته واستقراره، وفي تجنب الفتن والاضطرابات.

إن الموضوعية في تناول مثل هذه القضايا الحساسة تتطلب الابتعاد عن التعميمات والتطرف في الأحكام. فليس كل من اختلف معنا في الرأي هو بالضرورة عدو، وليس كل من اتخذ موقفًا معينًا هو بالضرورة خائن. علينا أن نتعلم كيف نختلف بأدب واحترام، وأن نركز على النقاط المشتركة التي تجمعنا، وأن نسعى إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك، يسوده التسامح والتعاون والمحبة.

في الختام، يمكن القول أن الفيديو يمثل دعوة للتأمل والمراجعة، ودعوة إلى تحمل المسؤولية، ودعوة إلى العمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل للأمة الإسلامية. إنه تذكير بأن الفتنة هي أخطر ما يهدد المجتمعات، وأن الحفاظ على الوحدة والاستقرار هو مسؤولية الجميع، بمن فيهم المشايخ والعلماء.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله