Now

المقاومة تقلب معادلة المواجهة في غزة وتتغلب على ترسانة جيش الاحتلال

المقاومة تقلب معادلة المواجهة في غزة وتتغلب على ترسانة جيش الاحتلال: تحليل وتقييم

يشكل الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان المقاومة تقلب معادلة المواجهة في غزة وتتغلب على ترسانة جيش الاحتلال مادة خصبة للتحليل والنقاش حول طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحديدًا حول قدرة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُعد من أقوى جيوش المنطقة وأكثرها تجهيزًا. يثير هذا العنوان العديد من التساؤلات حول مدى دقة هذا الوصف، وما هي العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز المزعوم، وهل فعلاً تمكنت المقاومة من قلب المعادلة في غزة؟

بدايةً، يجب التنويه إلى أن مصطلح قلب المعادلة يحمل دلالات استراتيجية عميقة، فهو يشير إلى تغيير جذري في موازين القوى، وتحول في النتائج المتوقعة. في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يعني قلب المعادلة أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من تحقيق أهداف استراتيجية رئيسية، مثل ردع الاحتلال، وتقليل خسائر المدنيين، وإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات سياسية أو ميدانية. هل نجحت المقاومة في تحقيق هذه الأهداف؟ الإجابة على هذا السؤال معقدة وتتطلب تحليلًا معمقًا.

تحليل قوة المقاومة الفلسطينية في غزة

لا يمكن إنكار أن المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة حماس، قد طورت قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ على مر السنوات. فمنذ الانتفاضة الثانية، شهدت الفصائل الفلسطينية تطورًا في نوعية الأسلحة التي تمتلكها، وفي التكتيكات التي تستخدمها في المواجهة. لم تعد المقاومة تعتمد فقط على الأسلحة الخفيفة والمتفجرات اليدوية الصنع، بل أصبحت تمتلك ترسانة متزايدة من الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والطائرات، إضافة إلى الأنفاق التي تستخدم في التسلل وتنفيذ العمليات خلف خطوط العدو.

كما أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تطور قدراتها في مجال التصنيع العسكري، حيث تمكنت من إنتاج بعض الأسلحة محليًا، وهو ما يقلل من اعتمادها على التهريب، ويزيد من استقلاليتها في اتخاذ القرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية تمتلك قاعدة شعبية واسعة في قطاع غزة، وهو ما يوفر لها الدعم اللوجستي والبشري اللازمين لمواصلة القتال.

تحليل قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي

في المقابل، يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي تفوقًا ساحقًا في جميع المجالات العسكرية. فهو يمتلك أحدث الأسلحة والتكنولوجيا، ولديه تدريب عال، وخبرة واسعة في خوض الحروب. كما أنه يتمتع بدعم عسكري وسياسي من الولايات المتحدة، وبوصول غير محدود إلى المعلومات الاستخباراتية. يتميز جيش الاحتلال أيضًا بقدرته على التحرك بحرية في قطاع غزة، وعلى قصف أي هدف يراه ضروريًا، دون أن يخشى من رد فعل دولي قوي.

ومع ذلك، فإن جيش الاحتلال يواجه بعض التحديات في مواجهة المقاومة الفلسطينية. فالمقاومة الفلسطينية تعرف طبيعة الأرض جيدًا، وتستطيع الاختباء في الأنفاق والمباني السكنية، وهو ما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي استهدافها. كما أن المقاومة الفلسطينية تستخدم تكتيكات غير تقليدية، مثل زرع العبوات الناسفة على الطرقات، وإطلاق الصواريخ من أماكن غير متوقعة، وهو ما يصعب على الجيش الإسرائيلي التنبؤ بتحركاتها.

هل نجحت المقاومة في قلب المعادلة؟

بالنظر إلى هذه المعطيات، يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية لم تتمكن من قلب المعادلة بشكل كامل في قطاع غزة، ولكنها استطاعت أن تحقق بعض النجاحات الملموسة. فالمقاومة الفلسطينية استطاعت أن تردع جيش الاحتلال عن القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، وأن تفرض عليه قواعد اشتباك جديدة. كما أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تلحق خسائر كبيرة بجيش الاحتلال، وأن تجبره على الانسحاب من قطاع غزة في عام 2005.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن ترفع من الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وأن تحشد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني. فالعالم يشاهد اليوم كيف يواجه الشعب الفلسطيني جيشًا قويًا بأسلحة بسيطة، وكيف يدافع عن أرضه وحقوقه بكل ما يملك. وهذا يخلق تعاطفًا كبيرًا مع الشعب الفلسطيني، ويزيد من الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.

العوامل التي ساهمت في تحقيق المقاومة لهذه الإنجازات

هناك عدة عوامل ساهمت في تحقيق المقاومة الفلسطينية لهذه الإنجازات. أولاً، الإيمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية، والاستعداد للتضحية من أجلها. فالمقاومون الفلسطينيون يؤمنون بأنهم يدافعون عن أرضهم وحقوقهم، وأنهم سيظلون يقاتلون حتى يتحقق لهم النصر.

ثانيًا، الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية. فالفصائل الفلسطينية، على الرغم من خلافاتها السياسية، تتفق على ضرورة مقاومة الاحتلال، والعمل معًا لتحقيق الأهداف الوطنية. وهذا يعطي المقاومة الفلسطينية قوة دفع كبيرة، ويجعلها أكثر فعالية في مواجهة العدو.

ثالثًا، الدعم الشعبي الواسع للمقاومة. فالشعب الفلسطيني في قطاع غزة يدعم المقاومة بكل ما يملك، ويقدم لها الدعم اللوجستي والبشري اللازمين لمواصلة القتال. وهذا يعطي المقاومة الفلسطينية شرعية شعبية كبيرة، ويجعلها قادرة على الصمود في وجه التحديات.

رابعًا، التطور المستمر في القدرات العسكرية للمقاومة. فالمقاومة الفلسطينية تعمل باستمرار على تطوير قدراتها العسكرية، وعلى إيجاد طرق جديدة لمواجهة العدو. وهذا يجعلها قادرة على التكيف مع التغيرات في ساحة المعركة، وعلى تحقيق النجاحات الميدانية.

خلاصة

في الختام، يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لم تتمكن من قلب المعادلة بشكل كامل في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها استطاعت أن تحقق بعض النجاحات الملموسة. فالمقاومة الفلسطينية استطاعت أن تردع جيش الاحتلال، وأن تفرض عليه قواعد اشتباك جديدة، وأن تلحق به خسائر كبيرة. كما أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن ترفع من الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وأن تحشد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني. يعود الفضل في تحقيق هذه الإنجازات إلى الإيمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية، والوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، والدعم الشعبي الواسع للمقاومة، والتطور المستمر في القدرات العسكرية للمقاومة.

يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع المقاومة الفلسطينية الاستمرار في تطوير قدراتها، وتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على عدة عوامل، من بينها القدرة على الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتطوير القدرات العسكرية، والحصول على الدعم الدولي. ولكن الشيء المؤكد هو أن الشعب الفلسطيني سيظل يقاوم الاحتلال، حتى يتحقق له النصر.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا