حي الفاخورة المحاصر في جباليا يعيش على وقع استهداف الاحتلال الإسرائيلي كل متحرك
حي الفاخورة المحاصر: جحيم جباليا تحت نيران الاحتلال
يُعدّ حي الفاخورة، الواقع في قلب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، رمزًا للصمود الفلسطيني في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. هذا الحي، الذي شهد تاريخًا طويلًا من النزاعات والانتهاكات، يواجه اليوم واقعًا مأساويًا يتجسد في الحصار الخانق والاستهداف الممنهج لكل ما يتحرك، كما يوثق ذلك الفيديو المنشور على اليوتيوب بعنوان حي الفاخورة المحاصر في جباليا يعيش على وقع استهداف الاحتلال الإسرائيلي كل متحرك والذي يمكن مشاهدته عبر الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=C73IW9k_LGI.
يشكل هذا الفيديو شهادة حية على حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان الفاخورة، حيث يرسم صورة قاتمة للدمار والخراب الذي خلفته الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي. المنازل المدمرة، والشوارع المليئة بالأنقاض، والأطفال الخائفون، والوجوه الشاحبة، كل هذه المشاهد تعكس حجم الكارثة التي حلت بهذا الحي العريق.
جباليا: تاريخ من المقاومة والمعاناة
جباليا، بأزقتها الضيقة وبيوتها المتلاصقة، ليست مجرد مخيم للاجئين، بل هي رمز للمقاومة الفلسطينية وعنوان للتحدي. لطالما كانت جباليا في طليعة الانتفاضات الشعبية ضد الاحتلال، ودفعت ثمنًا باهظًا بسبب هذا الدور التاريخي. حي الفاخورة، كجزء لا يتجزأ من جباليا، لم يسلم من هذه المعاناة، حيث تعرض لعمليات عسكرية متكررة، وهدم للمنازل، واعتقالات عشوائية، وحصار خانق.
إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، والذي يزداد حدة في أوقات التصعيد العسكري، له تداعيات كارثية على حياة السكان، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل الفاخورة. نقص حاد في الغذاء، والدواء، والوقود، والماء، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، كلها عوامل تزيد من معاناة السكان وتجعل حياتهم لا تطاق.
الاستهداف الممنهج: جريمة حرب مكتملة الأركان
ما يميز الوضع في الفاخورة، كما يظهر في الفيديو، هو الاستهداف الممنهج لكل ما يتحرك. فالقوات الإسرائيلية لا تكتفي بقصف المنازل والمباني، بل تستهدف أيضًا المدنيين العزل الذين يحاولون التنقل في الشوارع، أو البحث عن الطعام، أو حتى إجلاء الجرحى. هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويتنافى مع جميع القوانين والأعراف الدولية.
إن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العزل، وعدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، يمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد الاشتباك، ويؤكد على أن إسرائيل تتعمد إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بالشعب الفلسطيني، بهدف كسر إرادته وزعزعة صموده.
المجتمع الدولي: صمت مريب وتواطؤ ضمني
المثير للأسف هو الصمت المريب الذي يلتزمه المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في الفاخورة وفي قطاع غزة بشكل عام. هذا الصمت ليس مجرد تقاعس عن القيام بالواجب، بل هو تواطؤ ضمني يشجع إسرائيل على الاستمرار في ارتكاب جرائمها دون حسيب أو رقيب.
إن الدول الكبرى، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، مطالبة باتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل، والضغط عليها لوقف عدوانها على قطاع غزة، ورفع الحصار الظالم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين. كما أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، مطالبة بتحمل مسؤولياتها، والتحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
الصمود الفلسطيني: بصيص أمل في قلب الظلام
على الرغم من حجم المعاناة والدمار، إلا أن سكان الفاخورة وجباليا وقطاع غزة بشكل عام يظهرون صمودًا أسطوريًا وإصرارًا لا يلين على البقاء في أرضهم والدفاع عن حقوقهم. هذا الصمود هو بصيص أمل في قلب الظلام، وهو الذي يبقي القضية الفلسطينية حية في الضمير العالمي.
إن الشعب الفلسطيني، الذي عانى الكثير من الظلم والاضطهاد، يستحق أن يعيش بكرامة وحرية في وطنه. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه هذا الشعب، وأن يعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل أراضيها المحتلة.
رسالة إلى العالم
إن الفيديو الذي يتناول معاناة حي الفاخورة هو بمثابة صرخة استغاثة موجهة إلى العالم أجمع. إنه دعوة للتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. إن تجاهل هذه الصرخة سيكون وصمة عار على جبين الإنسانية، وسيشجع إسرائيل على الاستمرار في ارتكاب جرائمها دون رادع.
فلنتكاتف جميعًا من أجل نصرة الحق الفلسطيني، ومن أجل تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
مقالات مرتبطة