اعمل هذا الشيء البسيط في صلاتك قبل أن يسيطر الشيطان على افكارك

اعمل هذا الشيء البسيط في صلاتك قبل أن يسيطر الشيطان على افكارك

الصلاة هي عمود الدين، وهي الصلة المباشرة بين العبد وربه. هي اللحظات التي يصفو فيها الذهن، ويتوجه القلب إلى خالقه، مستشعرًا عظمته وجلاله. لكن، كم مرة وقفنا في الصلاة، وأجسادنا حاضرة، وعقولنا شاردة، تتنقل بين هموم الدنيا ووساوس الشيطان؟ كم مرة انتهينا من صلاتنا، ونحن نتساءل عما قرأنا، وما تدبرنا، وما استشعرنا؟

الشيطان، عدو الإنسان الأزلي، لا يترك فرصة إلا وينتهزها لإفساد عبادته، وتشتيت ذهنه، وإبعاده عن الخشوع. وفي الصلاة، يجد الشيطان ميدانًا خصبًا للعبث، حيث يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إشغال المصلي بالأفكار والوساوس، حتى يفقد لذة الصلاة وفائدتها. هذا المقال، المستوحى من الفيديو المعنون بـ اعمل هذا الشيء البسيط في صلاتك قبل أن يسيطر الشيطان على افكارك الموجود على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=Gu-qEz4Nli0، يستعرض استراتيجية بسيطة وفعالة للتغلب على وساوس الشيطان في الصلاة، واستعادة الخشوع والتركيز.

مشكلة الوساوس في الصلاة: أسبابها وتأثيرها

الوساوس في الصلاة ليست مجرد مشكلة عابرة، بل هي ابتلاء يصيب الكثير من المسلمين. أسباب هذه الوساوس متعددة، منها:

• ضعف الإيمان واليقين: عندما يكون إيمان العبد ضعيفًا، ويقينه بوجود الله وقدرته وجلاله قليلًا، يكون أكثر عرضة لوساوس الشيطان. فالإيمان القوي هو الحصن الذي يحمي القلب من سهام الوساوس.
• كثرة الذنوب والمعاصي: الذنوب والمعاصي تثقل القلب، وتجعله عرضة لتسلط الشيطان. فالقلب المليء بالمعاصي هو أرض خصبة لنمو الوساوس.
• التعلق بالدنيا وهمومها: عندما يكون قلب العبد متعلقًا بالدنيا ومشاغلها، يكون من الصعب عليه أن يصفو ذهنه ويتفرغ للصلاة. فالهموم الدنيوية كالقيود التي تكبل القلب وتمنعه من التحليق في سماء الخشوع.
• عدم الاستعداد للصلاة: عدم الاستعداد للصلاة، سواء من الناحية البدنية أو النفسية، يزيد من فرصة تشتت الذهن. فالاستعداد للصلاة يتضمن الوضوء بإحسان، واستحضار النية، وتفريغ الذهن من المشاغل.
• جهل المصلي بفضل الصلاة وأهميتها: عندما يجهل المصلي فضل الصلاة وأهميتها، فإنه لا يعطيها حقها من الاهتمام والتركيز. فالإدراك العميق لقيمة الصلاة هو الدافع الأساسي للخشوع فيها.

تأثير الوساوس على الصلاة سلبي للغاية، فهي:

• تفسد الخشوع: الخشوع هو روح الصلاة، والوساوس تقتل هذا الروح. فالصلاة الخالية من الخشوع هي مجرد حركات وأقوال لا قيمة لها.
• تقلل الأجر: كلما زاد الخشوع والتركيز في الصلاة، زاد الأجر والثواب. والوساوس تقلل من الأجر والثواب، بل قد تبطل الصلاة في بعض الحالات.
• تضعف الصلة بالله: الصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه، والوساوس تعيق هذه الصلة. فالصلاة المشوشة بالوساوس لا تحقق الغاية المرجوة منها، وهي التقرب إلى الله.
• تزيد من الهموم والغموم: عندما لا يجد العبد الراحة والطمأنينة في صلاته، فإنه يعيش في حالة من الهم والغم. فالصلاة هي الملجأ الذي يلجأ إليه العبد في أوقات الشدة، والوساوس تحرمه من هذا الملجأ.

الحل البسيط: استحضار عظمة الله

الفيديو المذكور يقدم حلاً بسيطًا وفعالًا للتغلب على وساوس الشيطان في الصلاة، وهو استحضار عظمة الله. هذا الحل يعتمد على فكرة أساسية، وهي أن القلب إذا امتلأ بعظمة الله، فإنه لا يجد مكانًا للوساوس والأفكار الدنيوية. فالقلب وعاء، ولا يمكن أن يجتمع فيه شيئان متناقضان في وقت واحد.

كيف نستحضر عظمة الله في الصلاة؟ إليك بعض الخطوات العملية:

• التفكر في أسماء الله وصفاته: قبل الدخول في الصلاة، خصص لحظات للتفكر في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى. تدبر في معنى اسم الله الرحمن الرحيم، واستشعر رحمته التي وسعت كل شيء. تفكر في معنى اسم الله العزيز الجبار، واستشعر عظمته وقدرته التي لا يضاهيها شيء.
• التدبر في آيات القرآن الكريم: أثناء القراءة في الصلاة، تدبر في معاني الآيات التي تقرأها. تخيل نفسك واقفًا أمام الله، وهو يخاطبك بهذه الآيات. استشعر عظمة القرآن الكريم، وأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
• التفكر في مخلوقات الله: انظر إلى السماء والأرض، والجبال والبحار، والأشجار والطيور، وتفكر في عظمة الخالق الذي أبدع كل هذه المخلوقات. تذكر أن الله هو الذي خلقك وأحسن صورتك، وهو الذي رزقك وهداك.
• استشعار وقوفك بين يدي الله: أثناء الصلاة، استشعر أنك واقف بين يدي الله، وأنه يراك ويسمعك ويعلم ما في قلبك. تخيل أنك في حضرة ملك عظيم، فكيف سيكون خشوعك وتأدبك؟
• الدعاء والتضرع إلى الله: ادع الله بصدق وإخلاص أن يعينك على الخشوع في الصلاة، وأن يصرف عنك وساوس الشيطان. تضرع إلى الله أن يملأ قلبك بحبه وخشيته.

نصائح إضافية للتغلب على الوساوس

بالإضافة إلى استحضار عظمة الله، هناك بعض النصائح الإضافية التي يمكن أن تساعد في التغلب على الوساوس في الصلاة:

• الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: قبل الدخول في الصلاة، استعذ بالله من الشيطان الرجيم. وعندما تشعر بالوساوس أثناء الصلاة، كرر الاستعاذة بقلب حاضر.
• التركيز على معاني الأذكار والأدعية: أثناء قول الأذكار والأدعية في الصلاة، ركز على معانيها، وحاول أن تستشعر ما تقوله.
• تغيير المكان أو الوضعية: إذا شعرت بالوساوس تشتد عليك في مكان معين، فحاول أن تغير مكانك. وإذا كنت تصلي جالسًا، فحاول أن تصلي واقفًا، والعكس صحيح.
• عدم الاستسلام للوساوس: لا تستسلم للوساوس، وحاول أن تتجاهلها وتركز على الصلاة. تذكر أن الشيطان يريد أن يشتت ذهنك ويفسد عبادتك، فلا تدعه يحقق مراده.
• المحافظة على الصلوات في وقتها: المحافظة على الصلوات في وقتها دليل على حب الله والحرص على طاعته. فالصلاة في وقتها هي نور يضيء القلب ويطرد الوساوس.
• قراءة القرآن الكريم بانتظام: قراءة القرآن الكريم بانتظام تطهر القلب وتزيل عنه أدران الدنيا. فالقرآن هو شفاء للصدور ونور للأبصار.
• الصحبة الصالحة: مجالسة الصالحين والتعاون معهم على الخير يعين على الثبات على طريق الهداية. فالصحبة الصالحة هي الدواء الناجع للقلوب المريضة.
• كثرة ذكر الله: ذكر الله يطرد الشيطان ويجلب الراحة والطمأنينة. فذكر الله هو الحصن الحصين الذي يحمي القلب من سهام الوساوس.

خلاصة

الوساوس في الصلاة هي ابتلاء يصيب الكثير من المسلمين، ولكنها ليست قدرًا محتومًا. باستحضار عظمة الله، والعمل بالنصائح المذكورة، يمكننا التغلب على هذه الوساوس، واستعادة الخشوع والتركيز في الصلاة. فلنجعل الصلاة نورًا يضيء دروبنا، وصلة تربطنا بخالقنا، وملجأ نلجأ إليه في أوقات الشدة والرخاء.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا الخشوع في الصلاة، وأن يصرف عنا وساوس الشيطان. آمين.