مندوب الصين لدى الأمم المتحدة الأونروا شريان حياة للفلسطينيين واستمرار عملها مهم للغاية

مندوب الصين لدى الأمم المتحدة: الأونروا شريان حياة للفلسطينيين واستمرار عملها مهم للغاية

تناول فيديو منشور على يوتيوب تصريحًا هامًا لمندوب الصين لدى الأمم المتحدة، أكد فيه على الأهمية البالغة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) باعتبارها شريان حياة لملايين الفلسطينيين. هذا التصريح، الذي يأتي في سياق دولي متوتر ومحاولات لتقويض عمل الوكالة، يمثل دعمًا قويًا من دولة ذات نفوذ كبير على الساحة العالمية، ويستحق التحليل والتفصيل.

الأونروا، التي تأسست في عام 1949، تضطلع بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والتنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين المسجلين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية، وقطاع غزة. على مر العقود، أصبحت الأونروا أكثر من مجرد منظمة إغاثة؛ فهي تقدم خدمات أساسية تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات، وحماية اللاجئين. بالنسبة لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة، تمثل الأونروا مصدرًا للأمل والاستقرار، وضمانة لحقوقهم الأساسية.

تصريح المندوب الصيني يأتي في وقت حرج، حيث تواجه الأونروا تحديات وجودية. فمنذ سنوات، تتعرض الوكالة لحملة ممنهجة تهدف إلى تشويه صورتها وتقويض عملها، وتقليص تمويلها. هذه الحملة، التي تقودها بعض الدول، تستند إلى اتهامات غير دقيقة ومبالغ فيها حول تحيز الأونروا وعدم حيادها، وتستهدف بشكل أساسي اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة.

في السنوات الأخيرة، شهدت الأونروا تقليصات كبيرة في ميزانيتها، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة في عام 2018 بوقف تمويلها للوكالة. هذا القرار، الذي أحدث صدمة في المجتمع الدولي، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، وهدد بتقويض الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا. ورغم الجهود التي بذلتها الأونروا والدول المانحة الأخرى لتعويض النقص في التمويل، إلا أن الوكالة لا تزال تعاني من أزمة مالية مزمنة.

تصريح المندوب الصيني يعكس فهمًا عميقًا للأهمية الاستراتيجية للأونروا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. فالأونروا لا تقدم فقط الخدمات الأساسية للاجئين، بل تساهم أيضًا في منع تفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في مناطق عملياتها. في غياب الأونروا، قد تتدهور الأوضاع بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى زيادة التوتر والصراع، وتقويض جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

إن استمرار عمل الأونروا أمر ضروري أيضًا للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة حقهم في العودة إلى ديارهم. فالأونروا هي الجهة المسؤولة عن تسجيل اللاجئين وتوثيق أوضاعهم، وهي بذلك تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على هويتهم وحقوقهم. إن تقويض الأونروا أو إلغائها يمثل محاولة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتصفية حقوقهم المشروعة.

تصريح المندوب الصيني ليس مجرد تعبير عن دعم سياسي للأونروا، بل هو أيضًا تعبير عن التزام الصين تجاه القضية الفلسطينية. لطالما كانت الصين من الداعمين الثابتين لحقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. دعم الصين للأونروا يتماشى مع هذا الموقف المبدئي، ويعكس إيمانها بأهمية تقديم المساعدة الإنسانية والتنمية البشرية للشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى الدعم السياسي، تقدم الصين أيضًا مساعدات مالية للأونروا، وإن كانت متواضعة مقارنة بالدول المانحة الأخرى. ومع ذلك، فإن هذا الدعم يمثل إشارة مهمة إلى التزام الصين تجاه الوكالة، وتشجيعًا للدول الأخرى على زيادة مساهماتها. من المتوقع أن تزيد الصين من دعمها للأونروا في المستقبل، في إطار جهودها لتعزيز التعاون مع الدول النامية، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

تصريح المندوب الصيني يمثل دعوة للمجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم للأونروا، وضمان استمرار عملها. يجب على الدول المانحة، وخاصة تلك التي أوقفت تمويلها للوكالة، إعادة النظر في قراراتها، والوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين. يجب أيضًا على المجتمع الدولي مواجهة الحملات التي تستهدف تشويه صورة الأونروا وتقويض عملها، والدفاع عن دورها الحيوي في تقديم المساعدة الإنسانية والتنمية البشرية للاجئين.

إن الأونروا ليست مجرد منظمة إغاثة، بل هي رمز للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وضمانة لحقوقه الأساسية. استمرار عمل الأونروا هو مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي، ويتطلب تضافر الجهود لضمان حصول اللاجئين الفلسطينيين على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، والحفاظ على حقوقهم المشروعة.

في الختام، يمثل تصريح المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة دعمًا قويًا للأونروا ودورها الحيوي في تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين. هذا التصريح يجب أن يكون بمثابة حافز للمجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم للوكالة، وضمان استمرار عملها في خدمة اللاجئين، والحفاظ على حقوقهم المشروعة. إن مستقبل الأونروا هو مستقبل اللاجئين الفلسطينيين، ومستقبل السلام والاستقرار في المنطقة.