Now

طلاب جامعة كولومبيا يعتصمون بمبنى رئيسي بعد رفض الإدارة مطالبهم بسحب استثماراتها من إسرائيل

اعتصام طلاب جامعة كولومبيا: صراع حول الاستثمارات وعلاقته بإسرائيل

تتصاعد حدة التوتر في حرم جامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك، حيث تشهد الجامعة اعتصامًا واسع النطاق يقوده الطلاب، احتجاجًا على رفض إدارة الجامعة الاستجابة لمطالبهم بسحب استثماراتها من الشركات والمؤسسات التي يرونها متورطة في دعم إسرائيل أو الاستفادة من احتلالها للأراضي الفلسطينية. يمثل هذا الاعتصام، الذي وصل إلى ذروته بالسيطرة على مبنى رئيسي في الجامعة، تصعيدًا خطيرًا في سلسلة من الاحتجاجات والمطالبات التي استمرت لأسابيع، بل لشهور، وتكشف عن انقسامات عميقة داخل المجتمع الأكاديمي حول قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والعلاقة بين الأوساط الجامعية والسياسات الخارجية.

يمكن الاطلاع على تفاصيل هذا الاعتصام وأسبابه ودوافعه من خلال الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان طلاب جامعة كولومبيا يعتصمون بمبنى رئيسي بعد رفض الإدارة مطالبهم بسحب استثماراتها من إسرائيل على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=3wQvA4D5Rgg. الفيديو يقدم لمحة عن حجم الاعتصام، وشعارات الطلاب، والمبررات التي يسوقونها لمطالبهم، بالإضافة إلى ردود فعل بعض الأطراف الأخرى داخل الجامعة وخارجها.

جذور الاحتجاج: الاستثمارات وعلاقتها بإسرائيل

يكمن جوهر الخلاف في استثمارات جامعة كولومبيا. فالطلاب المحتجون يطالبون الجامعة بالكشف عن تفاصيل استثماراتها، وسحب أموالها من الشركات التي يرونها متورطة في دعم إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر. تتضمن قائمة هذه الشركات غالبًا شركات تصنيع الأسلحة التي تزود الجيش الإسرائيلي، وشركات البناء العاملة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشركات التكنولوجيا التي تطور أنظمة مراقبة تستخدم في السيطرة على الفلسطينيين. يرى الطلاب أن استمرار الجامعة في الاستثمار في هذه الشركات يشكل تواطؤًا مع سياسات الاحتلال والقمع، ويتعارض مع قيم العدالة وحقوق الإنسان التي تدعي الجامعة التمسك بها.

تستند هذه المطالب إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. تعتبر حركة BDS إسرائيل دولة فصل عنصري، وتدعو إلى مقاطعتها اقتصاديًا وثقافيًا وأكاديميًا حتى تستجيب لمطالبها. تكتسب هذه الحركة زخمًا متزايدًا في الأوساط الجامعية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يرى العديد من الطلاب والأساتذة أن المقاطعة هي وسيلة سلمية وفعالة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها.

تصعيد الاحتجاج: السيطرة على مبنى رئيسي

بعد فشل المفاوضات مع إدارة الجامعة وعدم استجابتها لمطالبهم، قرر الطلاب تصعيد احتجاجاتهم من خلال الاعتصام في مبنى هاميلتون هول، وهو مبنى رئيسي في الجامعة يحمل رمزية تاريخية، حيث شهد اعتصامات مماثلة في الماضي خلال حركات الاحتجاج الطلابية في الستينيات. تهدف السيطرة على المبنى إلى شل عمل الجامعة وتسليط الضوء على مطالب الطلاب، وإجبار الإدارة على التفاوض بجدية أكبر. قام الطلاب بتعليق لافتات وشعارات على المبنى، وتنظيم فعاليات ثقافية وسياسية داخله، وتحويله إلى مركز للاحتجاج والتضامن.

رد فعل إدارة الجامعة كان سريعًا وقاسيًا. قامت الإدارة باستدعاء الشرطة، التي اقتحمت المبنى واعتقلت العشرات من الطلاب. كما أصدرت الإدارة قرارات بفصل الطلاب المشاركين في الاعتصام وتعليق الدراسة مؤقتًا. أثارت هذه الإجراءات موجة من الغضب والاستنكار في صفوف الطلاب والأساتذة، الذين رأوا فيها قمعًا لحرية التعبير وتجاهلًا لمطالب الطلاب المشروعة.

ردود الفعل والانقسامات

أثار اعتصام جامعة كولومبيا ردود فعل متباينة داخل الجامعة وخارجها. انقسم الطلاب والأساتذة بين مؤيد للاعتصام ومعارض له. المؤيدون رأوا فيه تعبيرًا مشروعًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومطالبة بالعدالة والمساءلة. أما المعارضون، فاعتبروا الاعتصام تعطيلًا للدراسة وتجاوزًا للقانون، بالإضافة إلى كونه يحمل في طياته معاداة للسامية أو تحريضًا عليها.

كما انتقدت بعض المنظمات والشخصيات المؤثرة في المجتمع اليهودي الاعتصام، واعتبرته تعبيرًا عن معاداة السامية والتحريض على العنف ضد اليهود. اتهمت هذه المنظمات الطلاب المحتجين بالترويج لأفكار نمطية معادية للسامية، وتبرير العنف ضد إسرائيل واليهود. في المقابل، دافع العديد من الطلاب والأساتذة اليهود عن حق الطلاب في الاحتجاج والتعبير عن آرائهم، وأكدوا أن انتقاد سياسات إسرائيل لا يعني بالضرورة معاداة السامية.

على الصعيد السياسي، انقسمت الآراء بين مؤيد لتدخل الحكومة الفيدرالية لوقف الاعتصام ومعارض له. طالب بعض السياسيين المحافظين بفرض عقوبات على الجامعة وسحب التمويل الفيدرالي منها، بينما دافع بعض السياسيين الليبراليين عن حق الطلاب في الاحتجاج والتعبير عن آرائهم بحرية.

تداعيات الاعتصام ومستقبل الاحتجاجات الطلابية

لا يزال اعتصام جامعة كولومبيا مستمرًا، ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستنتهي هذه الأزمة. بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإن هذا الاعتصام يترك آثارًا عميقة على الجامعة والمجتمع الأكاديمي بشكل عام. فقد كشف عن انقسامات عميقة داخل المجتمع الأكاديمي حول قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والعلاقة بين الأوساط الجامعية والسياسات الخارجية. كما أنه سلط الضوء على دور الجامعات في الاستثمار في الشركات والمؤسسات التي قد تكون متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان.

من المرجح أن يشجع اعتصام جامعة كولومبيا الطلاب في جامعات أخرى على تنظيم احتجاجات مماثلة للمطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات التي يرونها متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان. قد نشهد في المستقبل المزيد من الاحتجاجات الطلابية التي تستهدف الجامعات والمؤسسات الأخرى التي تستثمر في الشركات التي تدعم إسرائيل أو تستفيد من احتلالها للأراضي الفلسطينية. تعكس هذه الاحتجاجات تزايد الوعي بالقضايا العالمية وتزايد اهتمام الطلاب بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

في الختام، يمثل اعتصام جامعة كولومبيا محطة هامة في تاريخ الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة. إنه يعكس تزايد اهتمام الطلاب بالقضايا العالمية، وتزايد استعدادهم للتعبير عن آرائهم والمطالبة بالتغيير. كما أنه يكشف عن انقسامات عميقة داخل المجتمع الأكاديمي حول قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والعلاقة بين الأوساط الجامعية والسياسات الخارجية. ستبقى تداعيات هذا الاعتصام محسوسة لسنوات قادمة، وستشكل مستقبل الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة والعالم.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا