المجزرة الأخيرة في رفح والانقسام الداخلي والخارجي بشأن دعم إسرائيل في الصحف العالمية
المجزرة الأخيرة في رفح والانقسام الداخلي والخارجي بشأن دعم إسرائيل في الصحف العالمية
الرابط إلى الفيديو المرجعي: https://www.youtube.com/watch?v=eHs38_1-M74
تسببت المجزرة الأخيرة التي وقعت في رفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، في تصاعد حدة التوترات والانقسامات الداخلية والخارجية بشأن دعم إسرائيل، وأصبحت القضية محط اهتمام الصحف العالمية التي سلطت الضوء على تداعيات هذه الأحداث المأساوية. هذا المقال يستعرض، بناءً على ما ورد في الفيديو المذكور وأخبار أخرى، هذه التطورات والانعكاسات المتعددة الأوجه.
رفح: نقطة تحول في الصراع
لطالما كانت رفح، بسبب موقعها الحدودي مع مصر، ملاذاً للنازحين الفلسطينيين الفارين من مناطق القتال في شمال ووسط قطاع غزة. ومع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، تحولت رفح إلى مدينة مكتظة باللاجئين، يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة من مغبة شن هجوم واسع النطاق على رفح، أقدمت القوات الإسرائيلية على تنفيذ ضربات جوية وبرية، استهدفت، وفقاً للروايات الرسمية، عناصر من حركة حماس. إلا أن هذه الضربات أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، في مخيم للنازحين. هذا الحادث المأساوي أثار موجة غضب واستنكار عارمة على مستوى العالم، وأعاد إلى الأذهان صوراً مؤلمة لمآسي الحروب والصراعات.
تغطية الصحف العالمية للمجزرة
تنوعت تغطية الصحف العالمية للمجزرة في رفح، لكنها اتفقت في إبراز حجم الكارثة الإنسانية والانتقادات الموجهة لإسرائيل.
- الصحف الأمريكية: ركزت صحف مثل نيويورك تايمز و واشنطن بوست على التحديات التي تواجه إدارة بايدن في الحفاظ على دعمها لإسرائيل في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية. وأشارت إلى أن الحادث قد يعقد جهود الوساطة الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
- الصحف الأوروبية: اتسمت تغطية الصحف الأوروبية، مثل لوموند الفرنسية و الغارديان البريطانية، بنبرة أكثر انتقاداً لإسرائيل. سلطت الضوء على مسؤولية إسرائيل عن حماية المدنيين، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل في ملابسات المجزرة. كما تناولت الآثار القانونية المحتملة لهذه الأحداث، بما في ذلك احتمال تقديم شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- الصحف العربية: كانت الصحف العربية، بطبيعة الحال، الأكثر غضباً وتأثراً بالمجزرة. وصفت هذه الصحف ما حدث بأنه جريمة حرب و مذبحة مروعة، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني. كما انتقدت بشدة مواقف الدول الغربية التي اعتبرتها متواطئة مع إسرائيل.
بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر، اتفقت معظم الصحف العالمية على أن المجزرة في رفح تمثل نقطة تحول في الصراع، وأنها قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة، وتعقيد جهود السلام.
الانقسام الداخلي والخارجي بشأن دعم إسرائيل
أثارت المجزرة في رفح انقسامات حادة داخل إسرائيل وخارجها بشأن مدى الدعم الذي يجب تقديمه لإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات لسياستها في قطاع غزة.
الانقسام الداخلي في إسرائيل
على الرغم من أن غالبية الإسرائيليين ما زالوا يدعمون العمليات العسكرية في غزة، إلا أن هناك أصواتاً متزايدة تنتقد طريقة إدارة الحكومة للأزمة، وتدعو إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإيجاد حل سياسي للصراع. وقد ازدادت حدة هذه الأصوات بعد المجزرة في رفح، حيث عبر العديد من الإسرائيليين عن صدمتهم وغضبهم إزاء ما حدث، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين.
كما أن هناك انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها بشأن الاستراتيجية الأفضل للتعامل مع حماس وقطاع غزة. بعض الوزراء يدعون إلى مواصلة الضغط العسكري على حماس حتى تحقيق أهداف الحرب المعلنة، بينما يفضل آخرون اتباع نهج أكثر دبلوماسية والتركيز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
الانقسام الخارجي: تراجع الدعم الغربي
تسببت المجزرة في رفح في تراجع ملحوظ في الدعم الغربي لإسرائيل، خاصة في أوساط الرأي العام. وقد عبرت العديد من الحكومات الغربية عن قلقها العميق إزاء الخسائر في صفوف المدنيين، ودعت إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني. كما أن بعض الدول بدأت في اتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على إسرائيل، مثل تعليق صادرات الأسلحة أو فرض عقوبات اقتصادية.
في الولايات المتحدة، يواجه الرئيس بايدن ضغوطاً متزايدة من قبل الديمقراطيين في الكونغرس لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، أو على الأقل تقييدها بشروط تضمن احترام حقوق الإنسان. كما أن هناك احتجاجات واسعة النطاق في الجامعات الأمريكية وغيرها من المؤسسات، تطالب بإنهاء الاستثمارات في الشركات التي تدعم إسرائيل.
في أوروبا، تتصاعد الأصوات التي تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وإلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية. كما أن بعض الدول الأوروبية بدأت في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة رمزية تعكس تزايد الاستياء من سياسات إسرائيل.
الخلاصة
المجزرة الأخيرة في رفح تمثل نقطة مفصلية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لقد كشفت عن هشاشة الوضع الإنساني في قطاع غزة، وعن عمق الانقسامات الداخلية والخارجية بشأن دعم إسرائيل. كما أنها سلطت الضوء على الحاجة الملحة إلى إيجاد حل سياسي عادل ودائم للصراع، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان.
إن استمرار العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة يهدد بتقويض الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشجع على التطرف والإرهاب. لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته التاريخية، وأن يبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يضمن الأمن والسلام للجميع.
مقالات مرتبطة