وقفة تضامنية وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط تنديدا بالعدوان المشتمر على غزة
وقفة تضامنية في نواكشوط: صرخة موريتانية نصرة لغزة
يشكل العدوان المستمر على غزة جرحاً غائراً في ضمير الأمة العربية والإسلامية، ومأساة تتجدد فصولها أمام أعين العالم. وبينما تتصاعد وتيرة العنف والقصف، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية، تتوحد الأصوات في كل مكان مطالبة بوقف إراقة الدماء ورفع الحصار الظالم عن القطاع المحاصر. ومن بين هذه الأصوات الصادقة، برزت وقفة تضامنية حاشدة في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط، عبر عنها المشاركون فيها بصدق مشاعرهم وتضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني.
يُظهر فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=N3nn757bLgM صوراً مؤثرة لهذه الوقفة، التي شهدت حضوراً لافتاً من مختلف شرائح المجتمع الموريتاني: شباب، نساء، شيوخ، مثقفون، وسياسيون، جميعهم اجتمعوا ليعبروا عن رفضهم القاطع للعدوان الإسرائيلي الغاشم، وليؤكدوا على دعمهم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في أرضه وحريته وتقرير مصيره.
لم تكن الوقفة مجرد تجمع عابر، بل كانت تعبيراً حقيقياً عن نبض الشارع الموريتاني، وعكسًا لعمق الروابط التاريخية والثقافية التي تربط الشعبين الموريتاني والفلسطيني. فقد حمل المشاركون في الوقفة الأعلام الفلسطينية، ويافطات كتب عليها شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين الأبرياء في غزة. كما ردد المتظاهرون هتافات حماسية، تعبر عن غضبهم واستنكارهم للجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وتؤكد على صمودهم وثباتهم في وجه الظلم والعدوان.
إن أهمية هذه الوقفة التضامنية تكمن في عدة جوانب. أولاً، إنها تبعث برسالة قوية إلى الشعب الفلسطيني مفادها أنهم ليسوا وحدهم في هذه المحنة، وأن هناك أشقاء وأصدقاء يقفون إلى جانبهم، ويدعمون قضيتهم العادلة بكل ما أوتوا من قوة. ثانياً، إنها تشكل ضغطاً على المجتمع الدولي، لحثه على التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني. ثالثاً، إنها تعزز الوعي بالقضية الفلسطينية، وتذكر العالم بأن هناك شعباً يعاني من الاحتلال والظلم والقهر، ويستحق أن ينال حريته واستقلاله.
إن المشاهد المؤثرة التي وثقها الفيديو، تعكس مدى التفاعل والتأثر الذي أحدثته الأحداث المأساوية في غزة في نفوس الشعب الموريتاني. فقد رأينا في الفيديو وجوهًا حزينة، وعيونًا دامعة، وقلوبًا منفطرة، تعبر عن الألم والمعاناة التي يعيشها أشقاؤهم في فلسطين. كما رأينا عزيمة وإصرارًا على مواصلة النضال من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
من اللافت في الوقفة التضامنية، مشاركة واسعة من الشباب الموريتاني، الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية، ويعملون على نشر الوعي بها، والدفاع عنها في مختلف المحافل. إن هذا الجيل الشاب، يؤمن بأن مستقبل الأمة العربية والإسلامية، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
إن الوقفة التضامنية في نواكشوط، ليست مجرد حدث عابر، بل هي جزء من سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تنظمها مختلف القوى والفعاليات الشعبية والرسمية في موريتانيا، نصرة للقضية الفلسطينية. فقد شهدت موريتانيا في الآونة الأخيرة، العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، والندوات والمحاضرات، التي تندد بالعدوان الإسرائيلي، وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
إن الشعب الموريتاني، الذي عانى من ويلات الاستعمار والظلم، يدرك تماماً معاناة الشعب الفلسطيني، ويشعر معه بكل جوارحه. لذلك، فإنه لا يتردد في التعبير عن تضامنه معه، وتقديم كل الدعم الممكن له، حتى يتحقق حلمه في الحرية والاستقلال.
إن القضية الفلسطينية، ستبقى حية في قلوب وضمائر الشعب الموريتاني، وستظل حاضرة في خطاباتهم وفعالياتهم، حتى يتحقق النصر، ويعود الحق إلى أصحابه. إن هذه الوقفة التضامنية في نواكشوط، هي دليل قاطع على أن الشعب الموريتاني، لن يتخلى عن فلسطين، ولن يتركها وحدها في مواجهة العدوان والظلم.
إن هذه الوقفة هي صرخة مدوية، تتردد أصداؤها في كل أرجاء العالم، وتؤكد على أن قضية فلسطين، هي قضية الأمة جمعاء، وأن النصر حليف الصابرين.
إن الفيديو المنشور على اليوتيوب، يمثل وثيقة تاريخية، تسجل لحظة من لحظات التضامن الإنساني، وتؤكد على أن الشعب الموريتاني، يقف إلى جانب الحق والعدل، ويدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
في الختام، يجب التأكيد على أن هذه الوقفة التضامنية، هي رسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني، ورسالة تحذير إلى الاحتلال الإسرائيلي، ورسالة دعوة إلى المجتمع الدولي، للتحرك الفوري لوقف العدوان، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
نسأل الله أن يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وأن يعجل بنصره، وأن يرزقه الحرية والاستقلال.
مقالات مرتبطة