هذا ما وجدنا عليه أباؤنا هو المبرر الوحيد للشرك بالله مبررات التراثيين نفس مبررات قوم إبراهيم تماما

تحليل فيديو هذا ما وجدنا عليه آباؤنا هو المبرر الوحيد للشرك بالله مبررات التراثيين نفس مبررات قوم إبراهيم تماما

يتناول فيديو اليوتيوب المعنون هذا ما وجدنا عليه آباؤنا هو المبرر الوحيد للشرك بالله مبررات التراثيين نفس مبررات قوم إبراهيم تماما (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=f1edWF-szD4) قضية محورية في الفكر الديني، وهي قضية التبرير للشرك والاعتماد على إرث الأجداد كمرجع وحيد. يطرح الفيديو مقارنة بين مبررات المشركين في زمن النبي إبراهيم عليه السلام، ومبررات من يصفهم الفيديو بـ التراثيين في العصر الحديث، مدعياً أن كلا المجموعتين تتشاركان نفس المنطق الخاطئ في تبرير ممارساتهم الشركية.

جوهر القضية: التقليد الأعمى ومخالفة العقل

يكمن جوهر القضية في التساؤل عن مدى مشروعية الاعتماد على إرث الأجداد كمرجع نهائي في الأمور الدينية، دون إخضاع هذا الإرث للتمحيص العقلي والنقدي. الفيديو يتبنى موقفاً واضحاً يرفض فيه التقليد الأعمى، ويؤكد على ضرورة استخدام العقل والمنطق في فهم الدين وتطبيقه. يستند الفيديو في طرحه إلى قصة النبي إبراهيم عليه السلام، الذي واجه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، وحاججهم بالعقل والمنطق، وبيّن لهم بطلان معتقداتهم. يرى الفيديو أن التراثيين اليوم يسلكون نفس مسلك قوم إبراهيم، حيث يعتمدون على تقاليد وعادات ورثوها عن أجدادهم، دون النظر في مدى توافقها مع تعاليم الدين الصحيحة.

مفهوم التراثيين وموقعهم في النقاش

يستخدم الفيديو مصطلح التراثيين لوصف فئة من الناس يتمسكون بالتراث والعادات والتقاليد القديمة، ويعتبرونها المصدر الأساسي للمعرفة الدينية. من المهم هنا التنويه إلى أن مصطلح التراثيين فضفاض وقد يحمل دلالات مختلفة باختلاف السياقات. قد يشمل المصطلح علماء دين وباحثين متخصصين في التراث الإسلامي، وقد يشمل أيضاً عامة الناس الذين يتبعون العادات والتقاليد الموروثة دون وعي نقدي. لذا، من الضروري تحديد المقصود بـ التراثيين في سياق الفيديو، وما هي الممارسات التي يعتبرها الفيديو شركية ومبررة بالتقليد الأعمى.

مقارنة مبررات قوم إبراهيم ومبررات التراثيين

يقوم الفيديو بمقارنة مبررات قوم إبراهيم ومبررات التراثيين المزعومة، بهدف إظهار التشابه بينهما. يستعرض الفيديو بعض الحجج التي استخدمها قوم إبراهيم لتبرير عبادة الأصنام، مثل:

• إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (الزخرف: 22): هذه الآية الكريمة تعبر عن جوهر التقليد الأعمى، حيث يبرر القوم اتباعهم لآبائهم دون تفكير أو تمحيص.
• الاعتقاد بأن الأصنام تمثل وسائط بين الله والناس: يزعمون أنهم يعبدون الأصنام كوسائط تقربهم إلى الله، لا أنهم يعبدون الأصنام ذاتها.

ثم ينتقل الفيديو إلى استعراض بعض الممارسات التي يرى أنها تمثل شكلاً من أشكال الشرك المنتشرة بين التراثيين، مثل:

• التمسك ببعض العادات والتقاليد الخاطئة: مثل بعض الممارسات المتعلقة بالاحتفال بالمناسبات الدينية أو الاجتماعية، والتي يرى الفيديو أنها تحمل دلالات شركية أو تخالف تعاليم الدين.
• التعلق بالأضرحة والمقامات: زيارة الأضرحة والتبرك بها، وطلب الحاجات من أصحابها، بدلاً من التوجه إلى الله مباشرة بالدعاء والتضرع.
• الاعتماد على تفسيرات معينة للدين دون غيرها: التمسك بتفسيرات محددة للدين، وتجاهل التفسيرات الأخرى التي قد تكون أكثر توافقاً مع العقل والمنطق.

يدعي الفيديو أن التراثيين يستخدمون نفس الحجج التي استخدمها قوم إبراهيم لتبرير هذه الممارسات، مثل:

• هذه عادات وتقاليد ورثناها عن أجدادنا: نفس الحجة التي استخدمها قوم إبراهيم، حيث يعتبرون التراث الموروث مرجعاً نهائياً لا يمكن مخالفته.
• هؤلاء أولياء الله الصالحون يشفعون لنا عند الله: تبرير مشابه لفكرة الوسائط بين الله والناس، حيث يعتقدون أن الأولياء يمكنهم التدخل لقضاء حوائجهم.

نقد وتحليل لطرح الفيديو

على الرغم من أن الفيديو يطرح قضية مهمة، إلا أن طريقة الطرح والتحليل قد تكون محل خلاف ونقد، وذلك لعدة أسباب:

• التعميم المفرط: الفيديو يعمم حكمه على جميع التراثيين، دون التمييز بين الممارسات الصحيحة والخاطئة، وبين التراث الذي يتوافق مع الدين والتراث الذي يخالفه.
• تبسيط القضية: قضية التراث والتقليد معقدة ومتشعبة، ولا يمكن اختزالها إلى مجرد تقليد أعمى للآباء والأجداد. هناك جوانب إيجابية للتراث، مثل الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الأصيلة.
• التحيز المسبق: يبدو أن الفيديو ينطلق من تحيز مسبق ضد التراثيين، مما يؤثر على طريقة التحليل والاستنتاج.
• عدم الدقة في استخدام المصطلحات: استخدام مصطلحات مثل الشرك و التراثيين بشكل فضفاض قد يؤدي إلى سوء الفهم والالتباس.
• تجاهل السياق التاريخي والاجتماعي: لا يأخذ الفيديو في الاعتبار السياق التاريخي والاجتماعي الذي نشأت فيه بعض الممارسات التي يعتبرها شركية. فهم هذا السياق قد يساعد في فهم أسباب انتشار هذه الممارسات وكيفية التعامل معها بشكل فعال.

خلاصة

فيديو هذا ما وجدنا عليه آباؤنا هو المبرر الوحيد للشرك بالله مبررات التراثيين نفس مبررات قوم إبراهيم تماما يثير نقاشاً مهماً حول العلاقة بين التراث والدين، وحول مدى مشروعية الاعتماد على إرث الأجداد كمرجع وحيد. الفيديو يدعو إلى استخدام العقل والمنطق في فهم الدين وتطبيقه، ويرفض التقليد الأعمى. ومع ذلك، فإن طريقة الطرح والتحليل في الفيديو قد تكون محل خلاف ونقد، بسبب التعميم المفرط، وتبسيط القضية، والتحيز المسبق. من الضروري التعامل مع هذه القضية بحذر وتأنٍ، مع مراعاة السياق التاريخي والاجتماعي، والتمييز بين الممارسات الصحيحة والخاطئة، وعدم التعميم على جميع التراثيين. الهدف يجب أن يكون الوصول إلى فهم صحيح للدين، بعيداً عن التقليد الأعمى، مع الحفاظ على القيم الأصيلة والهوية الثقافية.