الموسيقى و تحريمها من البشر هل الموسيقى شئ خبيث ليحرموها التحريم من الله فقط و البشر لا يحرم
الموسيقى وتحريمها: نظرة في فيديو هل الموسيقى شيء خبيث ليحرموها التحريم من الله فقط والبشر لا يحرم
يمثل الفيديو المعنون بـ الموسيقى وتحريمها من البشر هل الموسيقى شيء خبيث ليحرموها التحريم من الله فقط والبشر لا يحرم والمتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=eSOU-eZUxpM، نقطة انطلاق لمناقشة معقدة وشائكة حول موضوع لطالما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والثقافية، ألا وهو: حكم الموسيقى في الإسلام. هذا المقال يسعى إلى تحليل الأفكار المطروحة في الفيديو، واستعراض الحجج المؤيدة والمعارضة لتحريم الموسيقى، مع تقديم نظرة شاملة ومتوازنة للمسألة.
خلفية تاريخية للمسألة
الخلاف حول حكم الموسيقى ليس وليد العصر الحديث، بل يعود إلى القرون الأولى للإسلام. فقد اختلف الفقهاء والعلماء حول الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها لتحريم أو إباحة الموسيقى. استند المحرمون إلى بعض الآيات القرآنية التي فُسرت على أنها تذم اللهو واللعب، وإلى بعض الأحاديث النبوية التي وردت فيها عبارات مثل المعازف والغناء، والتي فُسرت أيضاً على أنها تدل على التحريم. في المقابل، استند المبيحون إلى آيات أخرى تحث على التمتع بالطيبات من الرزق، وإلى أحاديث أخرى تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استمع إلى الغناء في بعض المناسبات، وأقرّه.
نتيجة لهذا الخلاف، ظهرت مذاهب فقهية مختلفة في حكم الموسيقى. فمنهم من ذهب إلى التحريم المطلق، ومنهم من ذهب إلى الإباحة المطلقة، ومنهم من ذهب إلى التفصيل، فحرّم بعض أنواع الموسيقى وأباح أنواعاً أخرى. هذا التفصيل عادة ما يعتمد على طبيعة الموسيقى نفسها، ومضمون كلماتها، والظروف المحيطة بالاستماع إليها.
تحليل الفيديو
الفيديو المذكور يطرح تساؤلاً جوهرياً: هل الموسيقى في ذاتها شيء خبيث يستحق التحريم؟ الفيديو ينتقد فكرة التحريم المطلق للموسيقى، ويركز على أن التحريم يجب أن يكون مبنياً على دليل شرعي واضح وصريح من القرآن والسنة، وليس على مجرد الأهواء أو الآراء الشخصية. كما يركز الفيديو على فكرة أن الله وحده هو من يملك الحق في التحليل والتحريم، وأن البشر لا يجوز لهم أن يحرموا ما لم يحرمه الله.
من الواضح أن الفيديو يتبنى موقفاً متسامحاً تجاه الموسيقى، ويدعو إلى إعادة النظر في الأدلة الشرعية التي يستند إليها المحرمون. الفيديو ربما يرى أن التركيز على تحريم الموسيقى قد يكون على حساب قضايا أخرى أكثر أهمية في الدين الإسلامي، مثل العدل والإحسان والتسامح.
الحجج المؤيدة لتحريم الموسيقى
يعتمد المحرمون للموسيقى على عدة حجج، أهمها:
- الآيات القرآنية: يستدلون بآيات مثل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (لقمان: 6). ويفسرون لهو الحديث على أنه الغناء والموسيقى.
- الأحاديث النبوية: يستدلون بأحاديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف (رواه البخاري). ويفسرون المعازف على أنها آلات اللهو والموسيقى.
- مفاسد الموسيقى: يرون أن الموسيقى قد تؤدي إلى مفاسد أخلاقية واجتماعية، مثل إثارة الشهوات، وإضاعة الوقت، والتسبب في الغفلة عن ذكر الله.
الحجج المؤيدة لإباحة الموسيقى
يعتمد المبيحون للموسيقى على عدة حجج، أهمها:
- الأصل في الأشياء الإباحة: يرون أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل شرعي صريح على التحريم.
- عدم وجود نص قطعي الدلالة على التحريم: يرون أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يستند إليها المحرمون ليست قطعية الدلالة على التحريم، بل تحتمل التأويل والتفسير.
- فوائد الموسيقى: يرون أن الموسيقى قد تكون لها فوائد نفسية واجتماعية، مثل الترويح عن النفس، والتعبير عن المشاعر، وتنمية الذوق الفني.
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أنواع الغناء: يستدلون ببعض الأحاديث التي تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استمع إلى الغناء في بعض المناسبات، مثل العيد والأعراس.
نظرة متوازنة للمسألة
من الواضح أن المسألة معقدة ولا يمكن حسمها بسهولة. فلكلا الطرفين حجج قوية يمكن الاستناد إليها. لذلك، فإن الرأي الراجح هو التفصيل، أي تحريم بعض أنواع الموسيقى وإباحة أنواع أخرى. هذا التفصيل يعتمد على عدة عوامل، منها:
- طبيعة الموسيقى: الموسيقى التي تحتوي على كلمات فاحشة أو تدعو إلى الفجور أو تشجع على العنف، هي محرمة بلا شك. أما الموسيقى التي تحتوي على كلمات طيبة أو تدعو إلى الخير أو تذكر بالله، فهي جائزة.
- الظروف المحيطة بالاستماع إلى الموسيقى: الاستماع إلى الموسيقى في أوقات الصلاة أو في أماكن اللهو المحرمة هو غير جائز. أما الاستماع إلى الموسيقى في أوقات الفراغ أو في المناسبات الاجتماعية المباحة، فهو جائز.
- نية المستمع: إذا كان المستمع يستمع إلى الموسيقى بنية الترويح عن النفس أو التعبير عن المشاعر أو تنمية الذوق الفني، فهو جائز. أما إذا كان المستمع يستمع إلى الموسيقى بنية إثارة الشهوات أو الغفلة عن ذكر الله، فهو غير جائز.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلم أن يكون حريصاً على عدم الإفراط في الاستماع إلى الموسيقى، وأن يحرص على تخصيص وقت كافٍ للعبادة والذكر وقراءة القرآن. كما يجب عليه أن يتجنب الاستماع إلى الموسيقى التي تثير الفتنة أو تؤدي إلى الوقوع في المعاصي.
الخلاصة
إن قضية الموسيقى وتحريمها من القضايا التي لا تزال تثير جدلاً واسعاً بين المسلمين. الفيديو المعنون بـ الموسيقى وتحريمها من البشر هل الموسيقى شيء خبيث ليحرموها التحريم من الله فقط والبشر لا يحرم يمثل إضافة قيمة إلى هذا النقاش، ويدعو إلى إعادة النظر في الأدلة الشرعية التي يستند إليها المحرمون. في النهاية، يجب على كل مسلم أن يجتهد في البحث عن الحق، وأن يتبع ما يطمئن إليه قلبه، وأن يحرص على عدم مخالفة الشرع. يجب أن نتذكر دائماً أن الدين الإسلامي دين يسر لا عسر، وأن الله تعالى لم يكلفنا بما لا نطيق. فإذا كان الاستماع إلى الموسيقى يريح النفس ويساعد على الترويح عن النفس دون الوقوع في المحرمات، فلا حرج فيه. أما إذا كان الاستماع إلى الموسيقى يؤدي إلى الغفلة عن ذكر الله أو الوقوع في المعاصي، فيجب الابتعاد عنه.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة